بازگشت

رافض للذل و العبودية و الله لا يحب الدنيا احد ذل


و مهما يكن السبب الذي أقدم زيدا علي هشام، فان هذا الأخير أراد امتهانه بشتي الأساليب، فبينما هو لا يسمح له بمقابلته و يأمره بالعودة الي المدينة، ثم يضطره لرقي عليه له طويلة حتي يلقاه، ثم يواجهه مواجهة فظة يقول له فيها انه لا يصدقه و يتهمه بأنه يذكر الخلافة و يتمناها، فانه يعمد آخر الأمر الي طرده بعد أن رأي صلابته و عدم استعداده للتنازل أمامه [1] ... و هو الأمر الذي يسند اليه بعضهم سبب ثورة زيد علي دولة هشام الأموية.



پاورقي

[1] (شخص زيد الي هشام بن عبدالملک، فجعل هشام لا يأذن له، فيرفع اليه القصص، فکلما رفع اليه قصة کتب هشام في أسفلها: ارجع الي أميرک، فيقول زيد: و الله لا أرجع الي خالد أبدا، و ما أسأل مالا، انما أنا رجل مخاصم، ثم أذن له بعد طول حبس...

لما قدم زيد بن علي علي هشام بن عبدالملک، أعلمه حاجبه بمکانه، فرقي هشام الي علية له طويلة، ثم أذن له، و أمر خادما أن يتبعه، و قال: لا يرينک و اسمع ما يقول: قال: فأتعبته الدرجة - و کان بادنا - فوقف في بعضها فقال: و الله لا يحب الدنيا أحد الا ذل، فلما صار الي هشام قضي حوائجه، ثم مضي نحو الکوفة و نسي هشام أن يسأل الخادم حتي مضي لذلک أيام، ثم سأله فأخبره، فالتفت الي الأبرش، فقال: و الله ليأتينک خلعه أول شي‏ء.

و کان کما قال..

و ذکر عن زيد أنه حلف لهشام علي أمر، فقال له: لا أصدقک، فقال:.... ان الله لم يرفع قدر احد عن أن يرضي بالله، و لم يضع قدر أحد عن ألا يرضي بذلک منه. فقال له هشام: لقد بلغني يا زيد انک تذکر الخلافة و تتمناها، و لست هناک و أنت ابن أمة! فقال زيد: ان لک جوابا، قال: تکلم قال: ليس أحد أولي بالله، و لا أرفع عنده منزلة من نبي ابتعثه، و قد کان اسماعيل من خير الانبياء، و ولد خيرهم محمدا صلي الله عليه و آله و سلم و کان اسماعيل ابن أمة و أخوه ابن صريحة مثلک فاختاره الله عليه و أخرج منه خير البشر، و ما علي أحد من ذلک اذ کان جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أبوه علي بن ابي‏طالب ما کانت أمه امة....

فقال له هشام: أخرج، ثم لا تراني الا حيث تکره، فقال سالم: يا أباالحسين، لا يظهرن هذا منک فقال له: خرج بنا أسري علي غير ذنب من الحجاز الي الشام ثم الي الجزيرة ثم الي العراق الي قيس ثقيف يلعب بنا و قال:



بکرت تخوفني المنون کأنني

أصبحت عن عرض المنون بمعزل‏



فأجبتها أن المنية منهل

لابد أن أسقي بکأس المنهل‏



ان المنية لو تمثل مثلت

مثلي اذا نزلوا بضيق المنزل‏



فاقني حياءک لا أبا لک و اعلمي

أني امرؤ سأموت ان لم أقتل‏



أستودعک الله و اني أعطي الله عهدا ان دخلت يدي في طاعة هؤلاء ما عشت، و فارقه و أقبل الي الکوفة). الطبري 196/4 و ابن‏الاثير 445/4 و روي المسعودي قسما من هذه القصة 206/3 و کذلک اليعثوبي 325/2 و العقد الفريد 117/4 و 225/5 و 347 و 139/7 مع بعض الاختلاف و شرح ابن‏أبي‏الحديد 315/1.