بازگشت

تصعيد (ثقافة) السب


كانت (ثقافة) سب آل البيت و النيل منهم و التي أرساها و وضع دعائمها معاوية منذ مطلع حكمه، قد اقترنت (بثقافة) الولاء الأعمي للسلطان مهما كان لونه و مشربه، فما دام السلطان قد عرض نفسه للناس علي أنه جامعهم و محقق وحدتهم و القيم علي أمورهم و وليهم، فانه جعل طاعة الله من طاعته، و منع أي خروج عليها و علي أحكامه و جعل السيف فيصلا بينه و بين مناوئيه.

أراد الجميع أن يحبوا من أحب و أن يكرهوا و يسبوا من كره و سب، و كان القيام بسب أعدائه (علي و بنيه) مقياسا للطاعة و الاستقامة، فمن يستجب له و يسب أعداءه، عد خير الناس بما فيهم أولئك الذين يقوم بسبهم.، و لا شك أن ذلك القحطاني الذي شتم أميرالمؤمنين عليه السلام و الحسين عليه السلام تقريبا للوالي الأموي اعتبر نفسه خيرا منهما


ما دام أن الذي أمره بذلك، و رضي بذلك منه هم أسياده الذين اعتبر امامتهم و ولايتهم و طاعتهم طوقا في عنقه و أمانة عنده.

و كانت تلك حالة منكرة تدل علي تردي أوضاع المسلمين في ظل دولة الظلم التي لم تعد تعني باخفاء انحرافها و شذوها عن عموم المسلمين. فهل أن الدين قد ذهب و لم يعد له وجود في ظل دولة الظلم؟ و هل أن هذه حالة يمكن السكوت عنها؟ و هل أن ما أثار ابن عمر بن الخطاب، عبدالله بن واقد لم يكن ليثير زيدا؟