بازگشت

ثورة زيد لم تكن رد فعل علي اهانة الحقت به


فهذه الروايات قد حاولت أن تصور ثورة زيد بأنها مجرد رد فعل علي اهانة شخصية ألحقت به، و أنه لم يستوعب الدروس السابقة التي تلقاها أسلافه من أهل الكوفة الذين غدروا بآله و ذويه عدة مرات، و أنه أساء تقدير قوة أهل الشام مستجيبا لما ذكره أهل الكوفة عنهم و أنهم قادرون علي مواجهتهم اذا ما جد الجد و قامت الثورة.

و قد ألحقت بهذه الأسباب، أسباب أخري لثورة زيد، أريد منها أيضا أن تدلل علي انه قام بها انتقاما لاهانات شخصية ألحقت به و بأخيه الباقر عليه السلام... و مع أننا نحتمل أن تلك الاهانات قد وجهت فعلا، الا أن شخصا مثل زيد له تلك العقلية الرسالية و ذلك الوعي الواضح بالاسلام، ما كان ليثور انتقاما لنفسه و ذويه، و لم يكن ليدفعه لتلك الثورة غير خروج السلطة السافر عن الاسلام و استهانتها بالمسلمين و عبثها بهم و بمقدراتهم و أموالهم.