بازگشت

عالم صالح


عاصر زيد (رض) فترة طويلة حياة أبيه زين العابدين عليه السلام و أخيه محمد الباقر عليه السلام و ابن أخيه جعفر الصادق عليه السلام [1] ، و امتاز بميزات فريدة و شعور عال بالمسؤولية أهله للقيام بثورته العاصفة بوجه دولة الظلم الامؤية التي خرجت عن العديد من قيم الاسلام و مبادئه خروجا سافرا متعمدا و استهدفت خط آل البيت و أنصارهم بالشر و الأذي باعتبار أنه الخط الوحيد المؤهل لكشفها و تعريتها أمام الأمة مما قد يؤدي الي الاطاحة بها و استبعادها عن الحكم، و هو ما لم تكن لتسمح به في أي حال من الأحوال.

و اذ أن زيدا نشأ في ظل تلك العائلة الفريدة و عرف بالعلم و التقوي و رجاحة العقل و نكران الذات، فان واقع حال يدل دلالة أكيدة علي انه لم يكن يدع الي نفسه و لم يكن طالب ملك أو منافسا علي منصب الامامة. و لو أنه كان كذلك - كما حاولت روايات هزيلة أشارات الي محاورة مفتعلة بينه و بين أخيه الباقر - لطبلت أجهزة الدعاية الاموية و العباسية و لما اكتفت بتلك الروايات الهزيلة، فالنيل من آل البيت بدا هدفا مركزيا لكلا الدولتين لم تتهاونا فيه في أي يوم من الأيام، و خلاف واضح مدعم بروايات و أسانيد صحيحة لم يكن مما يمكن أن تتغاضي عنه و لا تذيعه بين الناس.



پاورقي

[1] ولد الامام زين‏العابدين سنة 38 و توفي سنة 95 من الهجرة.

أما زيد الذي قتل في أصح الروايات سنة 122 و عمره 42 سنة و قيل 45 و قيل 47 سنة فلا بد أنه ولد اما سنة 80 أو 77 أو 75 فيکون قد عاش مع أبيه ما بين خمس عشرة الي عشرين سنة. و ولد الامام الباقر سنة 57 و توفي سنة 114 من الهجرة فيکون زيد قد عاش معه أکثر من 34 عاما. أما الصادق فقد ولد سنة 83 و توفي سنة 148 من الهجرة فيکون زيد قد عاش حياته کلها معه.