بازگشت

خيانة الابرد بن قرة التميمي - انهزم لتخذيل الجيش العراقي


و قد ساعد علي تلك الهزيمة خيانة الأبرد بن قرة التميمي الذي كان علي ميسرة ابن الاشعث و قد انهزم بعد قتال يسير، و كان شجاعا و لم يكن الفرار له بعادة قبل ذلك (فظن الناس أنه قد كان أو من وصولح علي أن ينهزم بالناس، فلما فعلها تقوضت الصفوف نحوه، و ركب الناس وجوههم و أخذوا في كل وجه) [1] و لم تنفع نداءات و صيحات ابن الاشعث فيهم أن يصمدوا معه، بعد أن صمد هو لجيش الشام الذي أصبح قريبا منه و كاد أن يصل اليه، و اضطر للانساب بالبقية الباقية من أصحابه بعد أن مالت الكفة الي جانب عدوه الحجاج آملا أن يجمع له جمعا آخر ينتصر به عليه.

و لا يفوتنا أن نذكر أن حالات بطولية نادرة قد حصلت في تلك المعركة ثبت فيها أناس لم يردهم عن القتال الا الموت رغم شراسة عدوهم و غلبته فيما بعد و رغم شيخوخة بعضهم و هرمهم و ضعفهم الشديد، و هي حالات جديرة أن تسجل و ينظر الي مواقف أبطالها الرافضة للظلم، باحترام لأنها تنم عن و عي رسالي جدير بصحابة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و أصحاب الحسين عليه السلام.


پاورقي

[1] الطبري 638/3 و ابن‏الاثير 212 - 211/4.