بازگشت

هزيمة ثانية للحجاج انتهت بتراجع ابن الاشعث


و في الحرب الثانية التي جرت بين ابن الاشعث و الحجاج بالزواية، هزم أهل العراق أهل الشام حتي انتهوا الي الحجاج (و حتي قاتلوهم علي خنادقهم، و انهزمت عامه قريش و ثقيف) [1] .. و كان ذلك في بداية محرم سنة اثنتين و ثمانين، و في نهايته بدت المعركة و كأنها لصالح الحجاج الذي حشد خلال ذلك الشهر جيشا كثيفا استطاع التغلب علي ابن الأشعث الذي تراجع الي الكوفة بجيشه و من لحقه من اهل البصرة. واستمرت المعركة بعده بين أهل البصرة الذين بايعوا عبدالرحمن بن عباس بن ربيعة


بن الحارث بن عبدالمطلب و أمروه عليهم، و بين جيش الحجاج خمس ليال قاتلوا فيها أشد قتال رآه الناس، ثم انه التحق مع طائفة أخري من أهل البصرة بابن الاشعث.

(و قتل الحجاج يوم الزاوية بعد الهزيمة احد عشر ألفا خدعهم بالأمان، و أمر مندايا فنادي: لا أمان لفلان بن فلان فسمي رجالا، فقال العامة: (قد أمن الناس. فحضروا عنده فأمر بهم فقتلوا) ابن الأثير 203/4.

و خدعة الحجاج هذه ليست الوحيدة التي لجأ اليها و انما حفل سجله بالعديد من أمثالها لم يتحرج من اللجوء اليها و هو يسعي لتثبيت حكم أسياده الأمويين. و هي حيلة مألوفة في سجلات أمثاله من الطغاة ممن لا حريجة لهم في الدين.


پاورقي

[1] الطبري 627/3 و ابن‏الاثير 202/4.