بازگشت

مبايعة كاملة... علي كتاب الله و سنة نبيه و خلع ائمة الضلالة


و قد بايعوا عبدالرحمن بن محمد بن الاشعث، (و كانت بيعته: تبايعون علي كتاب الله و سنة نبينه و خلع أئمة الضلالة و جهاد المحلين) [1] .

و هي صيغة طموحة تهدف الي التخلص من فراعنة الامة الجدد الذين ادعوا الحرص علي الاسلام و وحدة المسلمين، و مع أن مواجهتهم لم تكن بالأمر الهين الا أن ادارك الناس لحقيقتهم المفضوحة جعلهم يقدمون علي ذلك رغم المخاطر المحتملة و التعرض للموت... و لابد أن حسا جديدا و دافعا قويا من الشعور بالمسؤولية جعلهم يندفعون تلك الاندفاعة للاطاحة بالعرش الأموي و أركانه.


و قد فزع الحجاج من خروج ابن الاشعث عليه و مطاوعة جيش العراق له و استنجد بعبد الملك طالبا من أن يعجل بعثة الجنود اليه.

و كعادة (الأشراف) في الرغبة في الاستقرار و ثبات الاوضاع التي تضمن مصالحهم و امتيازاتهم، و هو أمر نشهده في ظل مختلف دول الظلم، فان أحد الأشراف، المهلب، بعث الي عبدالرحمن يحذره عاقبة الخروج علي عبدالملك و نكث بيعته و الخروج علي الجماعة! كما بعث بنصيحة للحجاج من شأنها أن تغير مسيرة الحرب بينهما لو أنه أخذ بها، الا أنه لم يأخذ بها، الا أنه يأخذ و أعتقد أن المهلب كان يريد نصرة عبدالرحمن.

فقد كتب المهلب الي الحجاج: (أما بعد فان أهل العراق قد أقبلوا اليك و هم مثل السيل المنحدر من عل، و ليس شي يرده حتي ينتهي الي قراره، و ان لأهل العراق شره في أول مخرجهم و صبابه الي أبنائهم و نسائهم، فليس شي ء يردهم حتي يسقطوا الي أهليهم، و يشموا اولادهم، ثم واقفهم عندها، فان الله ناصرك عليهم ان شاء الله) الطبري 624/3 و ابن الاثير 200/4.


پاورقي

[1] الطبري 624/3 و ذکر ابن‏الاثير أنها کانت: تبايعوا علي کتاب الله و سنة نبيه صلي الله عليه و آله و سلم و علي جهاد أهل الضلالة و خلعهم و جهاد المحلين 199/4.