بازگشت

عبدالرحمن يستشير أصحابه في اكمال الغزو: كره متبادل بين الحجاج


و قد رأي عبدالرحمن أن يواجه أصحابه بطلبات الحجاج التي ستؤدي الي اهلاكهم، و كان واضحا له و لهم أنه يريد ذلك فعلا بعد انهاكهم و تجميرهم في البعوث و الفتوحات العشوائية ذات الامتداد السطحي الهش، و هم لم يكادوا يضعوا سيوفهم حتي يرفعوها ثانية في سبيل أهداف توسعية لا يقصد منها خدمة الاسلام بقدر ما يقصد توفير مصادر جديدة للثروة تدخل جيوب الطبقة الحاكمة و في مقدمتها الحجاج نفسه... و كان مما قاله لهم:

(... اني لكم نصاح، و لصلاحكم محب، و لكم في كل ما يحيط بكم نفعة ناظر، و قد كان من رأيي فيما بينكم و بين عدوكم رأي استشرت فيه ذوي أحلامكم، و أولي التجربة للحرب منكم، فرضوه لكم رأيا، و رأوه لكم في العاجل و الآجل صلاحا. و قد كتبت الي أميركم الحجاج، فجاءني منه كتاب يعجزني و يضعفني، و يأمرني بتعجيل الوغول بكم في أرض العدو، و هي البلاد التي هلك اخوانكم فيها بالأمس، و انما أنا رجل منكم، أمضي اذا مضيتم، و آبي اذا أبيتم...