بازگشت

انتصار شبيب الخارجي و دخوله الكوفة


و كان ذلك الجيش الضخم لا يحمل فضية ما لمواجهة الخوارج الذين لم يتجاوز عددهم ستمائة رجل و كان يعلم انه يقاتل من أجل قضية خاسرة في الحالين سواء انتصر أو انهزم و أنه ينساق لارادة شخص واحد يريد الجميع أن يخضعوا له


و يطيعوه و لا يرون سواه. و من هنا فقد بدا متخاذلا رغم كثرة أعداده، و كان أحد أصحاب الحجاج قد قال له: (.. انك لم تنصح لله و لا لأميرالمؤمنين في قتالهم[ الخوارج ]تبعث الرجل الشريف و تبعث منه رغاما من الناس فينهزمون عنه، فيستحي فيقاتل حتي يقتل) الطبري 587/3. وقد انهزم فعلا بعد مقتل قادته و كان عبدالرحمن بن محمد من الذين انهزموا و لم يقاتلوا شبيبا.

وتبع شبيب المنهزمين الي الكوفة و عزم علي مقاتلة الحجاج هناك، مما دعا هذا الأخير الي استنفاد جيش الشام الذي أرسله عبدالملك لأسعافه، و كان عدد أفراده ستة آلاف مقاتل، و عدم الاعتماد علي أهل الكوفة الذين كان يتبادل الكراهية و اياهم و يعلم أنهم لا يحاربون علي رغبة حقيقية في القتال و أنهم ربما ينقلبون عليه، و هكذا منعهم من القتال معه و ألقي بهم هذه الخطبة:

(أما بعد يا أهل الكوفة، فلا أعز الله من أراد بكم العز، و لا نصر من أراد بكم النصر، أخرجوا عنا، و لا تشهدوا معنا قتال عدونا. الحقوا بالحيرة فانزلوا مع اليهود و النصاري، و لا تقاتلوا معنا الا من كان لنا عاملا، و من لم يكن شهد قتال عتاب بن ورقاء) [1] ، و هو قائد الجيش الذي قتله شبيب.


پاورقي

[1] المصدر السابق.