بازگشت

قبيل المعركة


و قبل بدء المعركة و الزحف طلب مطرف الي أحد قادة جيشه الصغير - بكير بن هارون البجلي - أن يخرج اليهم فيدعوهم الي كتاب الله و سنة نبيه، و بكتهم بأعمال الخبيثة فخرج اليهم و نادي بصوت له عال رفيع:

(يا أهل قبلتنا، و أهل ملتنا و أهل دعوتنا، انا نسألكم بالله الذي لا اله الا هو الذي علمه بما تسرون مثله عمله بما تعلنون لما أنصفتمونا و صدقتمونا، و كانت نصيحتكم لله لا لخلقه، و كنتم شهداء الله علي عباده بما يعلمه الله من عباده.

خبروني عن عبدالملك بن مروان، و عن الحجاج بن يوسف، ألستم تعلمونهما جبارين مستأثرين يتبعان الهوي، فيأخذان بالظنة و يقتلان علي الغضب؟


فتنادوا من كل جانب: يا عدو الله كذبت، ليسا كذلك..!

فقال لهم: ويلكم (لا تفتروا علي الله كذبا فيسحتكم بعذاب و قد خاب من افتري) [1] ويلكم، أو تعلمون من الله ما لا يعلم، اني قد استشهدتكم، و قد قال الله في الشهادة: (و من يكتمها فانه ءاثم قلبه) [2] ... [3] .


پاورقي

[1] طه 61.

[2] البقرة 283.

[3] الطبري 599/3 و قد شهدنا موقفا مماثلا في واقعة کربلا اذ خطب زهير بن القين في جيش الکوفة قائلا:(يا أهل الکوفة نذار لکم من عذاب الله نذار. ان حقا علي المسلم نصيحة أخيه المسلم، و نحن حتي الآن أخوة، و علي دين واحد و ملة واحدة، ما لم يقع بيننا و بينکم السيف، و أنتم للنصيحة منا اهل، فاذا وقع السيف انقطعت العصمة، و کنا أمة و أنتم أمة. ان الله قد ابتلانا و اياکم بذرية نبيه محمد (ص) لينظر ما نحن و أنتم عاملون. انا ندعوکم الي نصرهم و خذلان الطاغية عبيدالله بن زياد، فانکم لا تدرکون منهما الا بسوء عمر سلطانهما کله، ليملأن أعينکم، و يقطعان أيديکم و أرجلکم و يمثلان بکم و يرفعانکم علي جذوع النخل، و يقتلان أماثلکم و قراءکم أمثال حجر بن عدي و أصحابه، و هاني‏ء بن عروة و أشباهه... فسبوه و أثنوا علي عبيدالله بن زياد، و دعوا له، و قالوا: و الله لا نبرح حتي نقتل صاحبک و من معه أو نبعث به و بأصحابه الي الامير عبيدالله سلما...) الطبري 320 - 319/3 و هو موقف مشابهه لهذا، اذ ما عسي أن يقول من يشهر سيفه مع الحاکم الظالم غير ما يقول هؤلاء..!.