بازگشت

انا ندعوكم الي كتاب الله و سنة نبيه


(أما بعد، فانا ندعوكم الي كتاب الله و سنة نبيه، و الي جهاد من عند عن الحق، و استأثر بالفي ء، و ترك حكم الكتاب، فاذا ظهر الحق و دفع الباطل، و كانت كلمة الله


هي العليا، جعلنا هذا الامر شوري بين الأمة يرتضي المسلمون لأنفسهم الرضا، فمن قبل هذا منا كان أخانا في ديننا، و ولينا في محيانا و مماتنا، و من رد ذلك علينا جاهدناه، و استنصرنا الله عليه فكفي بنا عليه حجة، و كفي بتركه الجهاد في سبيل الله غبنا، و بمدافعة الظالمين في أمر الله وهنا.

ان الله كتب القتال علي المسلمين و سماه كرها، و لن ينال رضوان الله الا بالصبر علي امر الله، و جهاد أعداء الله، فأجيبوا رحمكم الله الي الحق، و ادعوا اليه من ترجون اجابته، و عرفوه ما لا يعرفه، و ليقبل الي كل من رأي رأينا، و أجاب دعوتنا، و رأي عدوه عدونا، أرشدنا الله و اياكم، و تاب علينا و عليكم، انه هو التواب الرحيم) [1] .

و اثر ذلك التحق به نحو مائة شخص من اهل المدائن...

و تعبر هذه الوثيقة عن توجه ثوري حسيني يرفض الظلم و الانحراف، و لم يعد مألوفا في ظل دولة الظلم بعد أن ألفت الامة الذل و الخنوع، و بدت كأنها نشاز في غمرة الأصوات المألوفة التي نادت بحياة تلك الدولة و عبرت عن استعدادها للخضوع الي الأبد، و كانت كحجر ثقيل ألقي في مياه بحيرة ساكنة لم يرد أحد تحريكها.

اننا نلمح فيها - رغم التعتيم الذي جري علي حركة مطرف، و رغم أنها لم تدع لآل البيت صراحة - حسا صافيا يدعو لعودة الاسلام الي خطه الاصيل بعيدا عن التشوية و التزوير و الانحراف، و لابد انها كانت بنظر الحكام الجائرين و الأمة الخانعة تعد أمرا جريئا لا يقدم عليه الا المغامرون أو الطائشون... و ما كان أي داعية لآل البيت عليه السلام يرفع غير تلك الشعارات التي رفعها مطرف و أصحابه. و لعل أهداف و شعارا ثورة الحسين عليه السلام ظلت ماثلة في أذهانهم اذ لم يكونوا بعيدي عهد بها.

و لقد ألقت حركة مطرف ظلا ثقيلا علي جهود أركان دولة الظلم الأموية الذين حسبوا انهم قد روضوا الامة كلها و جعلوها تستسلم لهم الي الابد، و جعلتهم موقنين هذه المرة أنهم كانوا مخطئين و ان حساباتهم لم تكن صحيحة و أنهم ينبغي أن يواجهوا الأمة بأساليب جديدة من شأنها أن تجعلها جثة هامدة بين أيديهم، بل لعلها استفزتهم الي أبعد حد.



پاورقي

[1] المصدر السابق.