بازگشت

جهاد دولة الظلم اول واجب شرعي انتماء للاسلام لا لدولة الظلم


و لابد أن مطرف كان ذا حس عال و وعي استثنائي بواجباته كمسلم حقيقي يشعر أن عليه جهاد دولة الظلم و مواجهتها مواجهة حقيقية رغم أنه يتوقع رد فعلها العنيف و عدم تسماحها تجاهه و أنها ستلجأ الي أشد الأساليب وحشية معه. و لابد أن من تابعه من أصحابه علي ذلك كانوا في مثل حسه و وعيه و ادراكه كما انهم كانوا يعلمون حقيقة القوة الغاشمة التي كانوا يواجهونها، و مع ذلك لم يترددوا في الانضمام اليه لمواجهة الدولة الظالمة و اعلان الحرب عليها.

كان مطرب في موقع السلطة كما كان من عائلة مرموقة اختير أبناؤها الثلاثة لاشغال أهم المناصب الحساسة في الدولة، و لعله لو كان ذا طموح شخصي للزعامة و السلطان، لجعل السلام الي ذلك السلطان التفاني و الاندفاع لخدمة الدولة التي وظفته و جعلته حاكما علي المدائن. و من هنا لا يمكن القول أن الذي لمواجهة الدولة


كان طموحا شخصيا لنيل درجة أعلي فيها، كما لا يمكن اتهام الجماعة الذين شايعوه بذلك.

و لابد أن انتماءه للاسلام كان أقوي من انتمائه للدولة التي وظفته لخدمتها و رفعت شعارات مزيفة ادعت أنها اسلامية و ادعت انها تحكم باسم الاسلام و تحرص عليه...

و قد توجه مطرف به من بايعه من أصحابه نحو حلوان، فخرج لقتاله عاملها من قبل الحجاج الذي لم يكن يرغب رغبة حقيقية في قتاله، و قد تواطأ معه سرا علي الذهاب دون قتال، و انما أخرج جيشه ليغدر أمام الحجاج.