بازگشت

ابحث عن المخبرين


و في غمرة حماسة لمقاومة دولة الظلم الأموية المروانية و رغبته في مقاومتها، فقد فاته أن يحيط مفاوضاته مع الخوارج و آراءه في دولة الظلم بالسرية التي يتطلبها الموقف، و من شأن ذلك أن يعرضه لأشد المخاطر و العقوبات علي يد الحجاج الذي


سيسعي اليه السعاة و الواشون يزيدون علي كل كلمة عشرة أمثالها - علي حد تعبير مولاه ابن أبي زياد - الذي طلب منه أن يهرب من المدائن مادام لا يملك القوة الكافية لمواجهة الحجاج.

و قد اتفق مطرف مع أصحابه أن يرحلوا معه، ثم أدلج و خرج أصحابه معه الي الدسكرة، و قبل أن يرتحل منها أعلم أصحابه ما يريد فجمع اليه رؤوسهم (فذكر الله بما هو أهله، و صلي علي رسوله ثم قال لهم: أما بعد، فان الله كتب الجهاد علي خلقه، و أمر بالعدل و الاحسان، و قال فيما أنزل علينا: (و تعاونوا علي البر و التقوي و لا تعاونوا علي الاثم و العدوان و اتقوا الله ان الله شديد العقاب) [1] و اني أشهد الله أني قد خلعت عبدالملك بن مروان و الحجاج بن يوسف، فمن أحب منكم صحبتي، و كان علي مثل رأيي فليتابعني، فان له الأسوة و حسن الصحبة، و من أبي فليذهب حيث شاء، فاني لست أحب أن يتبعني من ليست له نية في جهاد أهل الجور، أدعوكم الي كتاب الله و سنة نبية و الي قتال الظلمة، فاذا جمع الله لنا أمرنا كان هذا الأمر شوري بين المسلمين يرتضون لأنفسهم من أحبوا...) [2] .


پاورقي

[1] المائدة (2).

[2] الطبري 595/3 و ابن‏الاثير 179/4 باختصار.