بازگشت

رافضون لدولة الظلم يخرج الطيب من الخبيث


و في السنوات التي أعقبت موت المغيرة [1] ، و حتي خروج ابنه مطرف سنة سبع و سبعين، و هي تتجاوز ربع قرن بقليل كما أنها كانت مزدحمة بالحوادث الخطيرة، و خصوصا في الكوفة، لم يكن لأولاد المغيرة شأن أو حضور في الحياة العامة أو الحوادث التي وقعت فيها، و لعلهم خلال النصف الأول من تلك الفترة كانوا صغارا و لعلهم خلال النصف الثاني منها كانوا مشغولين بأمورهم الخاصة و تقوية كيانهم الشخصي المبني علي كيان أبيهم الذي عرف ب (دهائه) و (تسامحه) مع أهل الكوفة،


و كانوا بالتأكيد قد كونوا خبرات جيدة بأوضاع مجتمعهم أتاحها لهم انتماؤهم للاشراف و اطلاعهم علي حقيقة الاحداث و أوضاع صناع القرار و ذوي الرتب العالية من القواد و الحاكم...

و هكذا روي لنا (أن بني المغيرة بن شعبة كانوا صلحاء نبلاء، أشرافا بأبدانهم سوي شرف أبيهم و منزلته في قومهم. فلما قدم الحجاج فلقوه و شافههم علم أنهم رجال قومه و بنوأبيه، فاستعمل عروة بن المغيرة علي الكوفة و مطرف بن المغيرة علي المدائن، و حمزه بن المغيرة علي همدان) [2] .


پاورقي

[1] مات المغيرة سنة احدي و خمسين و لعله دعا معاوية لبيعة ولده يزيد تلک السنة نفسها.

[2] الطبري 592/3 و ابن‏الاثير 178/4.