بازگشت

محاولات زبيرية و مروانية لاستمالة ابن الأشتر


و قد حاول الطرفان المتنافسان الباقيان بعد موت المختار أن يستميلا ابن الأشتر الي جانبيهما، و لعلهما فعلا ذلك بعد معركة نهر الخازر التي قتل فيها ابن زياد و معظم جيش أهل الشام، اذ بدا ابن الأشتر بعد تلك المعركة (كالمتهاون بأمر المختار)، حتي ان بعض أصحابه تركوه اثر ذلك.

و كانت الرشوة التي قدمها كلاهما باهظة عظيمة، فمصعب وعده بالشام و أعنة الخيل و ما غلب عليه من أرض المغرب مادام لآل الزبير سلطان، و عبدالملك وعده بالعراق كله. أما هو فقد آثر أن ينضم لابن الزبير اذ أنه قد وتر كل قبائل أهل الشام، و كانوا بالتأكيد يكنون عداوة شديدة له، و هكذا انضم الي مصعب مع من انضم اليه من أهل الكوفة الآخرين، بعد أن استتب له أمر العراق.


و في المواجهة الأخيرة بين مصعب و عبدالملك بعد أن خذل أهل الكوفة مصعبا و انحاز عنه المروانية من أهلها و أضمروا الشر و الخيانة و راسلوا عبدالملك، كان ابن الأشتر ممن صمد مع ابن الزبير، و كان له موقف فريد معه اذ أتاه بكتاب كتبه اليه عبدالملك كتب الي أنا يدعوني اليه مع أنه أشد الناس يأسا مني، فلابد أنه كتب الي الآخرين يدعوهم كذلك، فلماذا لم يخرجوا رسائلهم و أخفوها لو لم يكونوا قد أضمروا الخيانة! و اقترح عليه أن يضرب أعناقهم أو يوقره حديدا و يحسبهم ريثما تنجلي المعركة و يأمر تقبلهم اذا ما غلب و العفو عنهم و اعادتهم اذا ما غلب.