بازگشت

عودة للحكايات الأموية


و تقول احدي تلك الحكايات ان المختار، لما خرج من القصر بالقلة القليلة من أصحابه،قال للسائب من مالك الأشعري، زوج عمرة بنت أبي موسي الأشعري، و كان من أقرب أصحابه: (ماذا تري؟ قال: الرأيي لك فماذا تري؟ قال: أنا أري أم الله يري؟ قال: الله يري.

قال: و يحك، أحمق أنت! انما أنا رجل من العرب، رأيت ابن الزبير انتزي علي الحجاز، و رأيت نجدة انتزي علي اليمامة، و مروان علي الشام، فلم أكن دون أحد من رجال العرب، فأخذت هذه البلاد، فكنت كأحدهم... الا أني قد طلبت بثأر أهل بيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم اذ نامن عنه العرب، فقتلت من شرك في دمائهم، و بالغت في ذلك الي يومي هذا، فقاتل علي حسبك ان لم تكن لك نية) [1] .

فالمختار هنا لم يكن الا طالب زعامة كالآخرين، هذا ما أرادت هذه الحكاية أن


ترينا، و ان قتاله كان في سبيل الحفاظ علي تلك الزعامة أو الكرامة الشخصية أو الحسب. أما النية في مواجهة الظلم و الانحراف و العدوان علي بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فربما كانت آخر شي ء يفكر فيه، مع أن سيرة حياته ترينا أنه قد كرس كل تلك الحياة لرد العدوان و معاقبة المعتدين الذين ما كان لهم أن يتجاوزوا ذلك التجاوز الكبير علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نفسه بقتل ولده الحسين و آله بيته و أصحابه، تلك القتلة الفاضحة و اعداد حمام الدم لهم في كربلاء علي رؤوس الأشهاد من المسلمين في كل أقطار الاسلام، و كان مرور تلك الجريمة، بلا عقاب - سيفتح الباب علي مصراعيه للتنكيل ببقية آل الرسالة، بل و كل شخصية تتصدي للانحراف و الظلم و لا شرك، و سيكون بداية النهاية للاسلام كله.

فلم يكن من العقول أن يترك المختار الذي نجح بانزال أشد العقوبات بمرتكبي جريمة الطف، دون أن يمس و دون أن تثار حول شخصيته الأكاذيب و الأقاويل و المزاعم، و يزحم الضجيج الآذان الي يومنا هذا، فعمله قد عرقل كل مشاريع التسلط و أرغم المنزعجين الآخرين علي التظاهر بما كان يتظاهر به معاوية علي الأقل من حرص علي الاسلام و تمسك ببعض طقوسه الظاهرية، و لم يتح لهم فرصة التمادي باستهتارهم و خروجهم العلني عن الدين كما هو يفعل يزيد.

و ان كان عبدالملك قد فعل ذلك بعد أن صفت له الأمور و سارت الرياح الي جانبه


پاورقي

[1] الطبري 490 / 3 و ابن‏الأثير 68 / 4.