بازگشت

الشيخ البطل يضارب بسيفه حتي الموت


و قد تخلي بعض أصحابه عنه عندما رأوا اصراره علي المقاومة و القتال حتي آخر نفس. و أزمع الخروج الي أعدائه، و قد اغتسل و تحنط و وضع طيبا علي رأسه و لحيته و خرج في تسعة عشر رجلا رافضا أن يحكمهم في نفسه فضارب بسيفه حتي قتل و هو ابن سبع و ستين سنة، لأربع عشرة خلت من شهر رمضان في ستة سبع و ستين، اذ أنه في السنة الأولي من الهجرة النبوية الشريفة.


و كان أمر أصحابه كما كان، أمكنوا أعداءهم من أنفسهم و نزلوا علي الحكم، فكانوا يخرجون مكتفين فيقتلون، و قد كاد مصعب أن يعفو عن كثير منهم الا أن أشراف الكوفة و أهلها الذين و ترهم المختار قد احتجوا علي ذلك، فقتل بقيتهم و كانت مجزرة دامية ذهب ضحيتها آلاف الناس دون مبرر قيل ان عددهم بلغ سبعة آلاف [1] .

و أمر مصعب بكف المختار فقطعت ثم سمرت بمسمار من حديد الي جنب المسجد، و تظل الحكايات تدور، و يحاول أصحابها دس جملة أو جملتين في كل واحدة منها للتشنيع و الطعن علي تلك الشخصية الفذة التي دوخت قريش المنطلق للزعامة علي العرب و الأمة كلها، و لا يهم من يكون الزعيم، ابن الزبير أو ابن مروان، مادامت منطقة النفوذ محصورة فيها.


پاورقي

[1] روي الطبري ان مصعبا لقي عبدالله بن عمر فسلم عليه و قال له: أنا ابن أخيک مصعب، فقال له ابن‏عمر أنت القاتل سبعة الآف من أهل القبلة في غداة واحدة! عش ما استطعت. فقال مصعب: انهم کفرة سحره فقال ابن‏عمر: و الله لو قتلت عدتهم غنما من تراث أبيک لکان ذلک سرفا 494 / 3.