بازگشت

المختار: سأمضي الي نهاية الشوط


أما المختار فقط وطن نفسه علي المضي الي النهاية في الشوط الذي اختاره و في سبيل تحقيق الشعارات التي رفعها منذ البداية [1] .

و قد حاول اعاقة الجيش الزاحف اليه من البصرة و الحيلولة دون وصوله الكوفة، و نزل بحروراء و قد استعمل علي الكوفة عبدالله بن شداد.

كما يقود جيشه بنفسه و يعيد ترتيب ذلك الجيش الذي كان يقل بكثير عن جيش مصعب، و كانت الهزيمة التي ألحقت بمن واجهوا مصعبا في المعركة الأؤلي قد جعلت الأغلبية تصاب بالاحباط و تتوقع هزيمة مماثلة رغم وجود عدد كبير من الرجال الأشداء من أهل الحفاظ معه.

و قد وضع مصعب أهل الكوفة المناوئين للمختار بقيادة محمد بن الأشعث بين جيشه و جيش المختار، و قد واجه المختار الموقف بحزم و ثبات و تقدم أصحابه للمعركة بحماس منقطع النظير جعل مصعبا يستنجد بالمهلب و يأمره أن يحمل بأصحابه و انتهي أصحاب المختار الي مصعب الذي صمد لهم و تداعي له أصحابه، و لم ينقذه من أصحاب المختار سوي أصحاب المهلب الذين كانوا كثيري العدد الفرسان، و قد حملوا عليهم حملة منكرة فكشفوهم (و انقصف أصحاب المختار انقصافة شديدة كأنهم أجمة فيها حريق) [2] .

و قد استطاع مالك بن مسمع البكري، أحد قادة جيش المختار بمساعدة خمسين من أصحابه أن يقتلوا محمد بن الأشعث و عامة أصحابه من أهل الكوفة. غير أن الغلبة كانت في النهاية لجيش مصعب الذي كان يتفوق عليهم كثيرا.


و صمد قادة جيش المختار في جمع من أصحابهم الا أنهم قتلوا في تلك المعركة.

و قد (قاتل المختار علي فم سكة شبث، و نزل و هو يريد ألا يبرح، فقاتل عامة ليلة حتي انصرف عنه القوم، و قتل معه ليلتئذ رجال من أصحابه من أهل الحفاظ) [3] .


پاورقي

[1] روي من نقل للمختار خبر موت ابن‏شميط و ابن‏کامل و غيرهما ان المختار قال: (ما من الموت بد، و ما من ميتة أموتها أحب الي من مثل ميتة ابن‏شميط / حبذا مصارع الکرام.

قال: فعلت ان الرجل قد حدث نفسه ان لم يصب حاجته أن يقاتل حتي يموت..) الطبري 486 / 3 و ابن‏الأثير 66 / 4.

[2] الطبري 487 / 3 و ابن‏الأثير 67 / 4.

[3] المصدر السابق.