بازگشت

مستشار خائن


بعث المختار قواده المعروفين - أحمر بن شميط - لملاقاة مصعب و جيشه، فعسكر بحمام أعين، ثم سار الي (المزار) و عسكر قريبا من معسكر مصعب.


و قد سببت (نصيحة) مغرضة تقدم لها قائد ميسرة ابن شميط، هزيمة جيشه هزيمة منكرة.

وضع ابن شميط عبدالله بن وهب بن أنس الجشمي، مقدم هذه (النصحية) علي ميسرته، و جعل كيسان أباعمرة علي الموالي، و كان معهم رجال كثير علي الخيل، و كان ابن شميط سينتصر علي مصعب لو أنه ظل علي تعبئته غير أن ابن وهب حسد الموالي علي ذلك النصر الذي حسب أنه سيتحقق في النهاية، فطلب من ابن شميط أن يدعوهم لكي ينزلوا للقتال معه و يتركوا خيولهم.

و قد استجاب ابن شميط و طلب منهم ذلك، و استجابوا له، كانت مطاليب جيش مصعب (ندعوكم الي كتاب الله و سنة رسوله و الي بيعة الأمير عبدالله بن الزبير) [1] .

أما مطاليب جيش ابن شميط: (... ندعوكم الي كتاب الله و سنة رسوله و الي بيعة الأمير المختار و الي أن نجعل هذا الأمر شوري في آل الرسول، فمن زعم من الناس أن أحدا ينبغي له أن يتولي عليهم برئنا منه و جاهدناه) [2] .

و قد صمد أصحاب ابن شميط أمام جند مصعب في البداية و لم يزل منه أحد، الا أن المهلب حمل عليهم حملة منكرة بعد ذلك فولوا الا جماعة منهم مثل ابن كامل في رجال من همدان و ابن شميط نفسه الذي قاتل حتي قتل، و كان المهلب يثبط عزائم أصحاب المختار و يدعوهم للفرار، و مالت الخيل علي رجالة ابن شميط فافترقت فانهزمت و أخذت الصحراء فبعث مصعب عباد بن الحصين علي الخيل، و سرح محمد بن الأشعث في خيل عظيمة من أهل الكوفة ممن كان المختار طردهم و ممن هربوا منه و طلب منه القضاء علي كل من يلقونه من الأسري، فكان أهل الكوفة أشد عليهم من أهل البصرة و لم ينجح من ذلك الجيش الا طائفة من أصحاب الخيل، و أما رجالتهم فأبيدوا الا قليلا.


پاورقي

[1] الطبري 485 / 3 و ابن‏الأثير 65 / 4.

[2] الطبري 485 / 3 و ابن‏الأثير 65 / 4.