بازگشت

مصعب ابن الزبير يحارب المختار


و اذ بلغ المختار أمر الاستعدادات القائمة ضده في البصرة، فانه استعد بدوره و قام في أصحابه خطيبا فحمد الله و أثني علي ثم قال:

(يا أهل الكوفة، يا أهل الدين و أعوان الحق، و أنصار الضعيف، و شيعة الرسول و آل الرسول. ان فراركم الذين بغوا عليكم أتوا أشباهم من الفاسقين، فاستغووهم عليكم ليمصح الحق، و ينتعش الباطل، و يقتل أولياء الله، و الله لو تهلكون ما عبدالله في الأرض الا بالفري علي الله و اللعن لأهل بيت نبيه. انتدبوا مع أحمد بن شميط فانكم لو قد لقيتموهم لقد قتلتموهم ان شاء الله قتل عاد و آدم) [1] .

و هي خطبة لا تشبه خطب المختار السابقة - التي ربما نسب اليه بعضها و لم يقلها فعلا - و قد خلت من السجع الذي عرفت به تلك الخطب... كما أنها خطبة جدير أن ينتبه اليها فعلا، و جديرة أن تكون صادرة عن المختار فعلا.

فحملة الافتراء علي الاسلام و علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قد بلغت ذروتهاد و قد ضاع الحق و انتعش الباطل و قتل أولياء الله في ظل حكام الجود و الانحراف.

كان المختار يدرك أنه شوكة تقذي أعين طلاب الحكم الجدد الذين يحاولون الانتزاء علي منبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و السيطرة علي مقدرات المسلمين، و يعلم أن من يقاتلون معه كانوا آخر عصبة منظمة معبأة تقوم بوجوه هؤلاء، و انهم اذا ما قتلوا فان قيادات الانحراف ستشعر بالمزيد من الحرية لاعلان انحرافها الذي تكون قد تسترت عليه حتي ذلك الحين، و ستقوم بتزوير الاسلام، بل و اعداد اسلام منها هي يقوم بالعزي علي الله و اللعن لأهل بيت نبيه.

و هو ما كان فعلا بعد ذلك، عندما قتل المختار و سيطرت قيادات الانحراف مقتسمة السلطة فيما بينها، لحين تسوية الحسابات النهائية في آخر المطاف.


پاورقي

[1] المصدر السابق.