بازگشت

الغدر ثم الغدر


و كان ممن التحق بمصعب، شبث بن ربعي، أحد أبطال جريمة كربلاء و أحد الأشراف الخونة الذين كادوا للمختار فحبطت مكائدهم، و قد جاء هذا بشكل مضحك باعثا تقليدا جاهليا قديما للاستجاره بمن ظن أنه يحميه [1] كما قدم عليه محمد بن قيس بن الأشعث و غيره و بينوا له حالهم مع المختار و بما اجتمعوا له و ما أصيبوا به و تغير حالهم مع عبيدهم و مواليهم و سألوه النصر لهم و المسير لمقاتلة المختار معهم.

و قد اشترط مصعب أن لا يسير لقتال المختار حتي يأتيه المهلب بن أبي صفرة، و الذي حاول أن يعتذر في بداية الأمر الا أن مصعب ألمح عليه و بعث محمد بن الأشعث يستحثه علي القدوم، و يبدو أن الكفة قد مالت الي جانب مصعب بعد التحاق المهلب به و الذي أقبل (بجموع كثيرة و أموال عظيمة معه في جموع و هيئة ليس بها أحد من أهل البصرة) [2] .

و اذ أن الأعداد التي التحقت بمصعب كانت كبيرة، فانه أمر الناس أن يعسكروا عند الجسر الأكبر و دعا عبدالرحمن بن مخنف، و هو شريف كوفي متمرد علي المختار، للذهاب الي الكوفة لاخراج من يقدر علي اخراجه للالتحاق به و دعوتهم الي بيعته سرا و الي تخذيل أصحاب المختار، و هو أسلوب بدا ناجحا مثلما نجح أسلوب سلفه ابن زياد الذي دعا أشراف الكوفة لتخذيل الناس عن مسلم - كما رأينا في هذا الكتاب.

و جعل مصعب علي قيادة جيشه أناسا مجربين معروفين مثل المهلب بن أبي صفرة و عمر بن عبيدالله بن معمر و مالك بن مسمع و مالك بن المنذر و الأحنف بن قيس و زياد بن عمر الأزدي و قيس بن الهيثم، و معظم هؤلاء من رؤساء أخماس أهل البصرة و لهم نفوذ كبير في قبائلهم.



پاورقي

[1] ذکر الطبري (.. قدم شبث علي مصعب بن الزبير البصرة و تحته بلغة له قد قطع ذنبها، و قطع طرف أذنها و شق قباءه و هو ينادي يا غوثاه يا غوثاه) 483 / 3 و ابن‏الأثير 64 / 4.

[2] الطبري 484 - 483 / 3 و ابن‏الأثير 66 / 65 / 4.