بازگشت

فصول جديدة من الصراع


و لم تنته فصول صراع المختار مع أعدائه الا باستشهاده و ميتته تلك الميتة الكريمة و هو يحمل علي أولئك الأعداد بالنفر الذين بقوا معه رافضين الاستسلام رغم كثرة الأعداء و شراستهم.

و كان سبب مقتله أشراف الكوفة الخائنين أنفسهم، و لعلنا لا نجد في تاريخ الاسلام كله من تعرض للخيانة و الدس و التشويه، مثل المختار الثقفي، الذي كان عارفا بطبيعة مجتمع الكوفة و أشرافه، و مع ذلك فانه لم يتراجع أمام أولئك الأشراف و طموحاتهم و رغباتهم الشريرة في الوقوف الي جانب دولة الظلم مهما كان شكلها و مهما كانت شعاراتها.

فبعد انصراف ابراهيم بن الأشتر لقتال ابن زياد و تغلبه عليه وعد خلو الكوفة من معظم أنصار و جنوده، خرج أعداؤه الذين كان قد قاتلهم و هزمهم ملتحقين


بمصعب ابن الزبير في البصرة الذي حاول التشبه بابن زياد عندما قدم عليها واليا من قبل يزيد، و سمي نفسه الجزار في محاولة منه لارهابهم.