بازگشت

رأي في الحرب


و هنا يتطابق رأي عمير السلمي مع رأي المختار بشأن ساعة الشروع بالقتال.

لقد رأينا أن المختار أوصي ابراهيم أن يعجل المسير و أن يناجز القوم ساعة يلقاهم و أكد عليه أن يلتزم بوصيته تلك و أن لا يحيد عنها، و عند وصوله - ربما حاول ابراهيم


جس نبض عمير و معرفة حقيقة نواياه و موقفه، فسأله ان كان يري أن يخندق عليه و يتريث يومين أو ثلاثة، و قد بدا عمير و كأنه أصيب بصدمة من ذلك الرأي الذي أبداه ابراهيم، و كأنه قد فزع منه، فقال له: (لا تفعل، انا لله، هل يريد القوم الا هذه! ان طاولوك و ما طلوك فهو خير لهم، هم كثير أضعافكم، و ليس يطيق القليل الكثير في المطاولة، و لكن ناجز القوم فانهم قد ملئوا منكم رعبا، فأتهم فانهم ان شاموا أصحابك و قاتلوهم يوما بعد يوم، و مرة بعد مرة أنسوا بهم، و احترؤوا عليهم.

قال ابراهيم: الآن علمت أنك لي مناصح. صدقت، الرأي ما رأيت، أما ان صاحبي بهذا أوصاني، و بهذا الرأي أمرني.

قال عمير: فلا تعدون رأيه، فان الشيخ قد ضرسته الحروب، و قاسي منها ما لم نقاس. أصبح فناهض الرجل) [1] .

و شهادة عمير بشأن المختار و خبرته في الحروب شهادة لها شأنها و جديرة أن تشير الي حقيقة ذلك الرجل المكافح الذي لم يخضع للظلم و لم يتنازل عن أهدافه و شعاراته.


پاورقي

[1] المصدر السابق.