بازگشت

دعايات و افتراءات... أضاليل و أباطيل


ثم ما قصة هؤلاء السبئية الذين يظهرون و يختفون في كل حين يريد راوية طموح أو قاص خص الخيال ذلك.؟

انك اذا ما رميت رواية علي لسان أحد هؤلاء في بطن كتاب من كتب التواريخ و شاءت احدي قوي الشر أن تستغلها دون أن تدع لأحد فرصة المحيص و التدقيق و النظر، فان أحدا لن يستطيع أن يقف بوجهها دون أن ينال أذاها و شرها و تشهيرها...

أحقيقة أن الاسلام و أن رسوله صلي الله عليه و آله و سلم بالذات لم يتعرضا لحملة التشهير و الدس و الأكاذيب الأموية و غيرها...؟

و هل نجا آل البيت عليهم السلام و أتباعهم من حملات الأكاذيب المغرضة التي عرضتهم كخارجين عن الاسلام، مع أنهم الحملة الحقيقيون له؟

و هل من المعقول أن يمر حال المختار الذي مرغ كبرياء آل أمية و آل الزبير هكذا دون أن يتعرض لحملا التشويه المغرضة كتلك التي قيلت بشأن الكرسي المزعوم؟

اننا لا نعطي الرعاية الأموية حقها و لا نقدرها حق قدرها اذا ما حسبنا أنها تغفل عن أعدائها و أنها لا تعمد معهم الي ما عمدت اليه مع أميرالمؤمنين عليه السلام نفسه، فاستهدفته بأكبر حملة تشويه و دس ظالمه.

و اذا ما رأي محبذوا تلك الدعايات المغرضة أن للأمويين أن يلجأوا الي مختلف الوسائل و الأكاذيب لتثبيت عروشهم و توهين عدوهم، فلماذا يأخذون علي غيرهم أن يقوم بأمور من شأنها أن تثبت معنوياتهم و ترفعها، اذا صح أن هؤلاء الأعداء قد قاموا بتلك الأمور فعلا؟

و لم نكن نعني بالاشارة الي قصة هذا الكرسي لو لا أن عقولا عديدة تبدو مستعدة لقبولها.

ان الموالين لآل البيت عليهم السلام لو يشركوهم مع الله عزوجل و لم يجعلوا منهم آلهة أو أصناماف تعبد دون الله.. غير أن من أطاع فراعنة أمية و كل فراعنة الظلم علي مر العصور لمجرد أنهم تغلبوا و سادوا، هو الذي جعل من هؤلاء أصناما يعبدون دون الله العزيز الجبار.


كما أن أولئك الذين بذلوا دمائهم لنصرة آل البيت و الأخذ بثأرهم لم يكن يبهرهم منظر كرسي قيل أن أميرالمؤمنين عليه السلام كان قد جلس عليه يوما من الأيام، و لو طلبوا أمثال هذه الأمور لوجدوها عند ورثته عليه السلام، و لاستغنوا بها منذ البداية عن ذلك الكرسي المزعوم [1] .


پاورقي

[1] ثم: ألم يعمد معاوية الي الاحتفاظ بقميص کان لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و قلامات من أظافره و أمر بألباس القميص اذا ما مات و سحق القلامات و وضعها في عينيه و في فيه ليرحمه الله ببرکتها علي حد زعمه، الطبري 262 / 3 و مع ذاک فانه يعمد الي أذي الرسول و آله عليه ‏السلام بتلک الطريقة المخزية متمسکا بخزعبلاته التي يمر عليها المؤرخون مر الکرام؛ و لو ان أحد أصحاب آل البيت فعل ذلک لوجدنا من يطبل و يزمر و يثير الضجيج و يتحدث بأسف عن الاسلام المنتهک و البدع التي تقوم مقام العبادات الصحيحة!!.