بازگشت

قصة الكرسي.. من نسج الخيال الأموي الخصب


و هنا تطلع علينا قصة الكرسي المزعومة، و أغلب الظن أنها من نتاج الخيال الأموي الخصب أو نتاج خيال أعداء المختار، و قد زعم رواة القصد أن أصحاب المختار رفعوا كرسيا و قد عكفوا حوله و قد رفعوا أيديهم يستنصرون و ان ابراهيم استنكر فعلهم و انهم انصرفوا عائدين.

و لو أن أصحاب المختار كانوا يعتقدون (بكرامة) ذلك الكرسي لذي زعم أصحاب الروايات أن المختار قد حاول ايهام الناس بأنه الكرسي الذي كان يجلس عليه أميرالمؤمنين عليه السلام، لأخذوه معهم الي حيث قابلوا ابن زياد ليرفعوا معنوياتهم بوجوده، و لكنها كانت أسطورة غبية لفقها أشراف الكوفة المهزومون كشبث بن ربعي، حيث روي أحد أصحابه معبد بن خالد الجدلي، قال: (انطلق بي و باسماعيل بن طلحة بن عبيدالله و شبث بن ربعي و الناس يجرون الي المسجد، فقال المختار: انه لم يكن في الأمم الخالية أمر ألا و هو كائن في هذه الأمة مثله، و انه كان في بني اسرائيل التابوت فيه بقية مما ترك آل موسي و آل هارون، و ان فينا مثل التابوت. اكشفوا عنه، فكشفوا عنه أثوابه، و قامت السبئية فرفعوا أيديهم، و كبروا ثلاثا، فقام شبث بن ربع يا معشر مضر لا تكفرن، فنحوه فذبوه و صدوه و أخرجوه) [1] .

أحقيقة أن أمر الكرسي قد هال شبث و لم يكن هاله من قبل قتل الحسين و الجريمة التي شارك فيها هو بنفسه؟



پاورقي

[1] الطبري 477 - 476 / 3 و ابن‏الأثير 58 / 57 / 4.