بازگشت

مناورات و مناوشات


و قد عجل المختار بارسال الجيش الي المدينة لمخادعة ابن الزبير و ايهامه أنه انما كان يستجيب لمطاليبه، غير أنه أوصي قائد الجيش المؤلف من ثلاثة آلاف أن يكتب اليه متي ما وصل هناك، ليتسني له أن يرسل أميرا من قبله عليها و ليمضي هذا القائد الي مكة لمحاصرة ابن الزبير و اجباره علي الاستسلام.

و كانت مناورة بارعة لم تفت ابن الزبير أيضا، و قد سارع فبعث بدوره جيشا الي المدينة في الفين و أمر قائده أن يستنفر الأعراب و قال له: (ان رأيت القوم في طاعتي قأقبل منهم، و الا فكايدهم حتي تهلكهم..) [1] .

و كان قائد ابن الزبير بمستوي المهمة التي بعثه بها سيده، اذا استطاع القضاء علي الجيش الذي بعث به المختار بطريقة ماكرة و قتل معظمهم رغم أنه رفع راية أمان لهم.

و قد آلم ذلك المختار، الا أنه تجلد، و حاول أن يعيد الكره و يبعث جيشا آخر الي المدينة، يؤازره في ذلك محمد بن الحنفية نفسه، اذ طلب منه أن يبعث رسلا اليها انه في طاعته و انه انما بعث الجند عن أمره [2] ..


غير أن ابن الحنفية الحذر و الحريص علي عدم استفزاز عدو آل البيت اللدود، ابن الزبير، الذي ما كان ليتورع عن استئصالهم و قتلهم و الذي كان يكن لهم حقدا عميقا، لم يستجب استجابة ظاهرية للمختار، مع أنه كان يمتني أن ينشغل ابن الزبير بحروب و مشاكل تقي الناس شره و تدفع أذاه.

و قد كتب رسالة للمختار لا توحي بأنه كان يريد منعه من مواجهة ابن الزبير غر أنها تشير الي أنه كان يريد أن يظل بمعزل من الصراعات الدائرة، و جاء في رسالته: (... ان أحب الأمور كلها الي ما أطيع الله فيه، فأطع الله ما استطعت فيما أعلنت و أسررت، و اعلم أني لم أردت لوجدت الناس الي سراعا. و الأعوان لي كثيرا. لكنني أعتز لهم، و أصبر حتي يحكم الله و هو خير الحاكمين) [3] .


پاورقي

[1] الطبري 471 / 3 و ابن‏الأثير 51 / 4.

[2] و کتب اليه (أني کنت بعثت جندا ليحووا لک البلاد، و يدوخلوا الأعداء، فلما صاردا بطيبة لعبتهم جند الملحد فخذعوهم و عزوهم، فان رأيت أن أبعث الي المدينة خيلا و جندا کثيفا، و تبعث من قبلک البيت أرأف منهم بآل الزبير الظلمة الملحدين) البلاذري / أنساب الأشراف 247 / 5 و الطبري 472 / 3 و ابن‏الأثير 52 / 4 مع اختلافات يسيرة في النصوص.

[3] الطبري 472 / 3 و ابن‏الأثير 52 / 4 مع بعض الاختلافات اليسيرة في النص.