بازگشت

تكتيك في أيام الحرب


و قد استطاع المختار منع (الوالي) الجديد من دخول الكوفة. الا أن حدثا آخر بدأ يلوح في الأفق، فقد أخبر المختار (أن أهل الشام قد أقبلوا نحو العراق، فعرف أنه به يبدأ، فخشي أن يأتيه أهل الشام من قبل المغرب، و يأتيه مصعب بن الزبير من قبل البصرة، فوادع ابن الزبير وكايده. و كان عبدالملك بن مروان قد بعث عبدالملك بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص الي وادي القري، و المختار لابن الزبير مكايد موادع.

فكتب المختار الي ابن الزبير:

أما بعد، فقد بلغني أن عبدالملك بن مروان قد بعث اليك جيشا، فان أحببت أن أمدك بمدد أمددتك) [1] .

و كان ابن الزبير من أعلم الناس بنوايا المختار تجاهه، و ما كانت لتفوته مناورته


تلك بعد أن خبره و علم حقيقته و حبه آل البيت عليه السلام و سعيه الحثيث للأخذ بثأر الحسين عليه السلام الذي جعله هدفه الأول و الأخير.

و قد كتب اليه قاتلا: (فان كنت علي طاعتي، فلست أكره أن تبعث الجيش الي بلاددي و تبايع لي الناس قبلك، فاذا أتتني بيعتك، صدقت مقالتك و كففت جنودي عن بلادك، و عجل علي بتسريح الجيش الذي أنت باعثه، و مرهم فليسيروا الي من بوادي القري من جند ابن مروان فليقاتلوهم) [2] .

و يبدو من مضمون هذه الرسالة أن ابن الزبير كانوا ينوي مقاومة المختار و ارسال جيش لاحتلال الكوفة، و هو أم لم يكن ليفوت المختار علي أية حال.


پاورقي

[1] الطبري 471 / 3 و البلاذري / أنساب الأشراف ذ - 246 و ذکر ابن‏الأثير / ان المختار کتب الي ابن‏ الزبير: اني قد اتخذت الکوفة دارا. فأن سوغتني ذلک و أمرت لي بألف ألف درهم سرت الي الشام فکفيتک ابن‏مروان، فقال ابن‏ الزبير: الي متي أماکر کذاب ثقيف و يماکرني ثم تمثل شعرا:



عادي الجواعر من ثمود أصله

عبد و يزعم انه من يقدم‏



و کتب اليه: و الله و لا درهم:



و لا افتري عبد الهوان بدرتي

و اني لآتي الحتف مادمت أسمع)



ابن‏الأثير 50 / 4 و نرجع الي أن يکون المختار قد کتب النص الذي ذکره الطبري الذي عني بذکر معظم التفاصيل عن المختار و حرکته.

[2] الطبري 471 / 3 و ابن‏الأثير 51 / 4 مع بعض الاختلاف اليسير في النص.