بازگشت

وقعة جنانة السبيع


كانت وقعة جنانة السبيع التي حدثت في ذي الحجة سنة ست و ستين معركة فاصلة بذل فيها أشراف الكوفة الخائنون كل جهدهم للقضاء علي المختار رغم أنهم بايعوه و أعلنوا موالاتهم له. الا أنهم سرعان ما غدروا به بعد أن حسبوا أن بامكانهم القضاء عليه، فلم يعد لهم الآن عهد و لا ذمام و أصبح الانتصاف منهم بعد فعلهم مع الامام الحسين عليه السلام في الطف و نواياهم الشريرة لموالاة أعداء أهل البيت عليهم السلام مهما كانت هوياتهم و غدرهم بمن يطالب بدم الحسين و الانتصاف للمظلومين و الضعفاء، أمرا يجب الافصاح عنه بكل وضوح.


و هكذا (تجرد المختار لقتلة الحسين، فقال: ما من ديننا ترك قوم قتلوا الحسين يمشون أحياء في الدنيا آمنين. بئس ناصر آل محمد أنا أذا في الدنيا! اذا الكذاب كما سموني! فاني بالله أستعين عليهم. الحمد لله الذي جعلني سيفا ضربهم به، و رمحا طعنهم به، و طالب و ترهم، و القائم بحقهم، انه كان حقا علي الله أن يقتل من قتلهم و أن يذل من جهل حقهم. فسموهم لي ثم اتبعوهم حتي تفنوهم.

اطلبوا لي قتلة الحسين، فانه لا يسوغ لي الطعام و الشراب حتي أطهر الأرض منهم، و أنني المصر منهم...) [1] .

لقد صرح أخيرا بما لمح به من قبل أمام الآخرين و ان كان لم يخف ذلك عن خواصه. و كان الظروف الدقيق الذي مر به من قبل لم يتح له تحقيق غرضه و اعلان أهدافه، حتي أن بعض أعدائه اعتقدوا أنه انما كان يتاجر بشعارات لا ينوي تطبيقها و منها شعار الثأر لآل محمد صلي الله عليه و آله و سلم حتي سموه (الكذاب)، و ذلك ضمن حملتهم المحمومة لتشوية سمعته للأغراض التي ذكرناها من قبل...

أما الآن، و بعد أن كشف أولئك الأعداء عن نواياهم المعادية لخط آل البيت عليه السلام و لكل من ينادي بحقهم و يعرف حقيقة مقامهم و مركزهم، و بدأوا هم العدوان أولا، فلم يعد من سبب يدعو المختار للسكوت و اخفاء نواياه التي كانت معروفة علي أية حال، و بدأ حملة استئصال و قتل قتلة الحسين و أصحابه.و بدأ فصل جديد من فصول المعركة بين المختار و أعدائه، فالاصرار علي الجريمة لابد أن يقابل بالاصرار علي العقوبة.


پاورقي

[1] المصدر السابق 462 / 3.