بازگشت

الاعلام الأموي:ثورة العبيد انكم انما تقاتلون العبيد الاباق


و قد خاطب أحد قادة ابن زياد جنوده و هو يعدهم لمنازلة جيش المختار بقوله: (يا أهل الشام، انكم انما تقاتلون العبيد الاباق، و قوما قد تركوا الاسلام و خرجوا منه، ليست لهم تقية و لا ينطقون بالعربية) [1] .

و يبدو أن مثل هذه الأكاذيب كانت تنطلي علي أهل الشام، و قد قال أحد أفراد الجيش الشامي تعقيبا علي افتراءات قائده هذا (فو الله ان كنت لأحسب أن ذلك كذلك حتي قاتلناهم. فوالله ما هو الا أن اقتتل الناس اذا رجل من أهل العراق يعترض الناس بسيفه و هو يقول:



برئت من دين المحكمينا

و ذاك فينا شر دين دنيا) [2] .



و من الطريف أن نذكر أن أهل الشام تناسوا أصل ابن زياد و عدم انتمائه للعرب و انه نفسه لم يكن ينطق العربية نطقا سليما - و قد سبق لنا الحديث عن ذلك عند تناول سيرته - و صدقوا افتراءات معاوية و ادعاءاته بشأن انتساب زياد لأبي سفيان بعد أن حملت به أمه سمية سفاحا منه في العهد الجاهلي، و هي قصة مخجلة يندي لها جبين كل عربي و مسلم غيور.

مني أصحاب ابن زياد بهزيمة محققة رغم كثرة عددهم، و رغم مرض يزيد بن أنس الذي أشفي به علي الموت، فما أمسي حتي مات.

و كان لموته أثر محزن في نفوس أصحابه الذين بلغهم اقبال ابن زياد اليهم في ثمانين ألفا من أهل الشام، فتسلل بعضهم و تراجعوا عائدين الي الكوفة. و قد اقترح قائدهم و رقاء بن عازب الأسدي في اجتماع عقده مع رؤوس أصحابه أن يتراجعوا من تلقاء أنفسهم قبل أن يلقوهم، فيكون موت قائدهم عذرا لهذا التراجع لأن في لقاء ابن زياد و جنده مخاطرة كبيرة قد تسبب قتلهم جميعا، و قد وافق الجميع علي ذلك.


پاورقي

[1] الطبري 453 / 3.

[2] الطبري 453 / 3.