بازگشت

انا المؤمنون الميامين، الغالبون المساليم


و قد استدعي أحد قواده يزيد بن أنس بعد أن وصله كتاب عامله علي الموصل و قال له: (يا يزيد بن أنس: ان العالم ليس كالجاهل، و ان الحق ليس كالباطل، و اني أخبرك خبر من لم يكذب و لم يكذب، و لم يخالف و لم يرتب، و انا المؤمنون الميامين، الغالبون المساليم، و انك صاحب الخيل التي تجر جحابها، و تضفر أذنابها، حتي توردها موارد الزيتون، غائرة عيونها، لا حقة بطونها.. اخرج الي الموصل حتي تنزل أدانيها فاني ممدك بالرجال بعد الرجال..) [1] .


و قد خرج هذا بعد أن انتخب ثلاثة آلاف فارس من تميم و همدان و مذحج و أسد و ربيعة و كندة و غيرها من قبائل العرب المعروفة اضافة لبعض سكان الكوفة الآخرين الذين قد يكونون من غير العرب، و هذا أمر يفند ادعاءات من زعم أن المختار كان يحارب بالموالي فقط و ان الذين التحقوا به من العرب كانوا قلة قليلة، و سار بعزيمة ثابتة لملاقاة عدوه في الموصل، و قد تمني قبيل مسيره ذاك أن يكتب الله له الشهادة اذا ما فاته النصر.

و لم يفت ابن زياد أمر القوة التي أرسلها المختار لقتاله، فبعث اليها ضعف عددها غير أن أصحاب يزيد بن أنس قد تغلبوا علي أعدائهم رغم مرض قائدهم الذي كان يشفي به علي الموت... و قد كان يحمل علي سرير لغلبة آلام الموت عليه.

لقد ألقي في أصحابه خطبة حماسية قصيرة مؤثرة و أمرهم أن يقدموا سريره امامهم... و انتهب المعركة قبل أن يرتفع الضحي بهزيمة أصحاب ابن زياد هزيمة منكرة تاركين قتلاهم و جرحاهم و عسكرهم.

و كان مصير المدد الذي بعث به ابن زياد مشابها لمصير القوة الأولي التي أرسلها في اليوم السابق.


پاورقي

[1] الطبري 452 / 3.