بازگشت

العدل و حسن السيرة


و قد سمح المختار لابن مطيع بالخروج من الكوفة سالما و استولي علي بيت مال الكوفة و فيه تسعة ملايين فوزعها علي أصحابه الذين قاتلوا معه و هم حوالي عشرة آلاف رجل، (و استقبل الناس بخير، و مناهم العدل و حسن السيرة، و أدني الأشراف فكانوا جلساءه و حداثه...) [1] .

و لم يذكر لنا أحد أسماء الأشراف الذين قربهم المختار، و في أغلب الظن أنه لم يقرب أحدا ممن شارك بدم الحسين عليه السلام سوي عمر بن سعد، و لعله أراد بذلك طمأنة من قد يفلت من العقاب اذا ما حاسب أحد رؤوس الجريمة عمر، و أرادهم أن يبقوا في الكوفة لحين استتباب الأمور لصالحه.

و كان في كل وقت أوقات حكمه القصير في الكوفة و بعد ذلك يؤكد علي عزمه علي الأخذ بثأر الحسين و أصحابه عليهم السلام، غير أنه لم يحدد وقتا لذلك... و قد أثار تأخره عن الحاق العقوبة بالمجرمين و تقريب الأشراف غيظ بعض أصحابه فشكوا الأمر لصاحب شرطته عبدالله بن كامل الشاكري و كيسان أبا عمرة مولي عرينة، و لم يفت أمرهم المختار فأسر لأبي عمرة أن يطمئنهم ثم قرأ قوله تعالي، (انا من المجرمين منقمون) [2] مما جعلهم ينتظرون بفارغ الصبر اليوم الذي يلقي فيه المجرمون جزاءهم.



پاورقي

[1] نفس المصدر 448 - 447 / 3.

[2] السجدة 22.