اصحاب ابن الزبير اليوم أصحاب ابن زياد بالأمس
و اذا أن أصحاب ابن مطيع اليوم، أصحاب ابن زياد بالأمس لم يكونوا يحملون قضية عادلة واضحة يدافعون عنها و يقاتلون الي النهاية من أجلها، فانهم تخاذلوا أمام أصحاب المختار و انهزموا مرعوبين.
فقد انهزم أصحاب راشد بن أياس بمجرد أن قتل، و كان أبوه قد قتل من قبل.
و انهزم أصحاب حسان بن فائد، أحد قادة ابن مطيع، و هو في جيش كثيف، نحو من ألفين.
و انهزم شبث بن ربعي بأصحابه حتي انتهوا الي أبيات الكوفة.
و حاول عمرو بن الحجاج الزبيدي أحد أصحاب ابن زياد، و كان له دور معروف في قتل الحسين عليه السلام و التحريض عليه، أن يشجع ابن مطيع للتصدي للمختار و أصحابه و ذلك بالتهوين من شأنهم أمامه.
و قد حاول ابن مطيع أن يحث جماعته علي الوقوف بوجه المختار و أصحابه و أبدي استغرابه من عجزهم علي مواجهته، و أمرهم بالخروج اليه بدعوي الدفاع عن حريمهم و مصرهم و فيئهم و الا شاركوهم فيه، و أبلغهم أن من جملة أصحاب المختار
خمسمائة رجل من محرريهم عليهم أمير منهم، و أنذرهم مغبة ترك هؤلاء يتكاثرون و الا كان في ذلك ذهاب عزهم و سلطانهم و تغير دينهم [1] ...!!
و عندما توجهت طلائع جيش المختار تجاه القصر انهزم أمامها عمرو بن الحجاج و شمر بن ذي الجوشن و شبث بن ربعي و نوفل بن مساحق و كل أعوان ابن مطيع، و ازدحموا علي فم السكة متوجهين الي القصر حيث ابن مطيع.
پاورقي
[1] الطبري 445 / 3 و من الطريف ان دعاوي الدفاع عن العرض و الوطن و المکاسب التي يزعم دولة الظلم انها حققتها تتکرر دائما و تتردد بأساليب مظللة ملتوية عديدة، حيث تبدي هذه الدولة حرصا مزعوما علي حماية أعراض الناس و أوطانهم.