بازگشت

تحديد تاريخ الثورة - محمد بن الحنفية لا يفني أدعاءات المختار


و قد حدد المختار شهر المحرم من سنة ست و ستين تاريخا لثورته في الكوفة، الا أن بعض مؤيديه شكوا في أن محمدا ابن الحنفية قد أرسله اليهم، و عزموا علي الذهاب اليه للاستفسار منه عن ذلك، و قد أخبروه بما جاءوا من أجله، و تم الأمر بينه و بينهم سرا، و كان مما قاله له أحدهم: (... أما بعد، فانكم أهل بيت خصكم الله بالفضيلة، و شرفكم بالنبوة، و عظم حقكم علي هذه الأمة، فلا يجعل حقكم الا مجنون الرأي، مخسوس النصيب، قد أصبتم بحسين رحمة الله عليه، عظمت مصيبة


اختصصتم بها، بعد ما عم بها المسلمون، و قد قدم علينا المختار بن أبي عبيد يزعم لنا انه قد جاءنا من تلقائكم، و قد دعانا الي كتاب الله و سنة نبيه صلي الله عليه و آله و سلم و الطلب بدماء أهل البيت، و الدفع عن الضعفاء، فبايعناه علي ذلك. ثم انا رأينا أن نأتيك فنذكر لك ما دعانا اليه، و ندبنا له، فان أمرتنا باتباعه ابتعناه،و ان نهيتنا عنه اجتنبناه...) [1] .

و كان جوابه لهم اشارة واضحة الي أنه يؤيد ما كان المختار يدعو اليه، و ان كانت تعفيه من مسؤولية تكليفه المباشر بذلك، و ربما أراد بذلك اجتناب رد الفعل الذي لابد أن يكون شديدا من قبل الفئتين المتنافستين علي حكم المسلمين في ذلك الوقت اذا ما لهم أن يدققوا بكلماته و يحاسبوه عليها، و هو أمر مترقع في ذلك الحين.

قال لهم: (.. أما ما ذكرتم خصصنا الله به من فضل، فان الله يؤتيه من يشاء و الله ذوالفضل العظيم، فلله الحمد. و أما ما ذكرتم من مصيبتنا بالحسين، فان ذلك كان في الذكر الحكيم، و هي ملحمة كتبت عليه، و كرامة أهداها الله له، رفع بما كان منها درجات قوم عنده، و وضع بها آخرين، و كان أمر الله مفعولا، و كان أمر الله قدرا مقدورا.

و أما ما ذكرتم من دعاء من دعاكم الي الطلب بدمائنا، فوالله لوددت أن الله انتصر لنا من عدونا بمن شاء من خلقه...) [2] .



پاورقي

[1] نفس المصدر 437 - 436 / 3 و قد روي ابن‏نما عن والده أنه قال لهم: (قدموا بنا ال امامي و امامکم علي بن الحسين، فلما دخل و دخلوا عليه أخبر خبرهم الذين جاؤا لأجله، قال: يا عم. لم أن عبدا ذنجيا تعصب لنا أهل البيت، لوجب علي الناس مؤازرته، و قد وليتک هذا الأمر، فاصنع ما شئت، فخرجوا و قد سمعوا کلامه و هم يقولون: اذن لنا زين‏ العابدين عليه ‏السلام و محمد بن الحنفية..) البحار 365 - 364 / 45.. فزين‏ العابدين عليه ‏السلام لم يصدر هنا أمرا صريحا بضرورة الخروج مع المختار و لعله أوکل مثل هذه المسائل العامة لمحمد بن الحنفية الذي کان حق العلم منزلته و انه هو ولي الدم و الامام الواجبة طاعته، فأخذ علي عاتقه مهمة التصدي للدولتين القائمتين و أخذ ينسق مع المختار لاضعافهما و القضاء علي أعوانهما المتحيزين اليهما تحيزا ظاهرا و معظمهم من قتلة الحسين عليه ‏السلام....

[2] و راجع البلاذري / أنساب الأشراق 222 / 221 / 5 و البحار 365 - 364 / 45.