بازگشت

عبدالله بن مطيع... نسخة باهتة لعبيد الله بن زياد


و يبدو أن عبدالله بن مطيع رغم ما كان يتمتع به من الحزم و الشجاعة، كان يفتقر الي الكياسة و الذكاء اللازمين لمواجهة عدوه المختار، رغم أنه وضع نصب عينيه أن يجعل الكوفة تستجيب كلها لابن الزبير الذي طلع عليهم بلباس أموي عثماني مستعار.

و قد خلت خطبته الأولي التي أرادها أن تبدو مؤثرة و مخيفة كخطب زياد بن أبية و عبيد الله ابنه، من كل تقدير سليم لواقع الكوفة و أهلها مع أنه استعار كلمات عديدة من خطب الطاعنيتين خلال حكمهما الكوفة. قال لهم فيها:

(... ان أميرالمؤمنين عبدالله بن الزبير علي مصركم و ثغوركم، و أمرني بجباية فيئكم و الا أحمل فضل فيئكم عنك الا برضا منك، و وصية عمر بن الخطاب التي أوصي بها عند وفاته، و بسيرة عثمان بن عفان التي سار بها في المسلمين، فاتقوا الله و استقيموا و لا تختلفوا، و خذوا علي أيدي سفهائكم، و الا تفعلوا فلوموا أنفسكم و لا تلوموني، فو الله لأوقعن بالسقيم العامي، و لأقيمن درء الأصعر المرتاب...) [1] .


و مع أنه حاول في بداية هذه الخطبة التلويح بالمال، الا أن ما قاله بخصوص وصية عمر و سيرة عثمان أثار مستمعيه، و قد قال له أحدهم: (... أما أمر ابن الزبير اياك ألا تحمل فضل فيئنا عنا الا برضانا، فانا نشهدك أنا لا نرضي أن تحمل فضل فيئنا عنا، و ألا يقسم الا فينا، و ألا يسار فينا الا بسيرة علي بن أبي طالب التي سار بها في بلادنا هذه، و لا حاحجة لنا في سيرة عثمان في فيئنا و لا في أنفسنا، فانها انما كانت أثرة و هوي، و لا في سيرة عمر بن الخطاب في فيئنا، و ان كانت أهون السيرتين علينا ضرا...) [2] .


پاورقي

[1] الطبري 435 / 3.

[2] المصدر السابق 435 / 3.