بازگشت

كتب تشجع العائدين و تشد ازرهم


و قد كتب المختار ثانية - و هو في السجن - للعائدين من أصحاب سليمان بن صرد يهون عليهم ما أصابهم في عين الوردة و يعدهم النصر علي عدوهم،و قد جاء في كتابه: (أما بعد، فان الله أعظم لكم الأجر، و حط عنكم الوزر، بمفارقة القاسطين، و جهاد المحلين. انكم لم تنفقوا نفقة، و لم تقطعوا عقبة، و لم تخطوا خطوة الا رفع الله لكم بها درجة، و كتب لكم بها حسنة، الي ما لا يحصيه الا الله من التضعيف.

فأبشروا فأني لو خرجت اليكم قد جردت فيما بين المشرق و المغرب في عدوكم السيف باذن الله، فجعلتهم باذن الله ركاما، و قتلتهم فذا و توأما. فرحب الله بمن قارب منكم و اهتدي، و لا يبعد الله الا من عصي أو أبي، و السلام يا أهل الهدي) [1] .

و قد لقيت رسالته استجابة و قبولا لدي العائدين بعد أن سربت اليهم، و أبدوا


استعدادهم لاخراجه من السجن بالقوة، الأمر الذي سره؛ غير أنه طلب اليهم التريث و أخبرهم أنه سيخرج في أيامه تلك.

و كان خبر اعتقاله قد وصل عبدالله بن عمر بن الخطاب، زوج أخته صفية. و قد توسط هذا لاطلاق سراحه لدي والي الكوفة و مساعده اللذين حاولا أخذ ضمانات منه أن لا يبغيهما غائلة و لا يخرج عليهما ما كان لهما سلطان.

و عند خروجه قوي أمره و اشتد و أخذت الناس تخلف اليه و تبايعه و قد كثر أصحابه و مؤيدوه.

و ربما أدرك ابن الزبير أن عامله الكوفة و مساعده لم يكونا مؤهلين للوقوف بوجه المختار، فبدا له أن يعزلهما و عين بدلهما عبدالله بن مطيع، و قد حسب أنه قادر علي التصدي له و قهره.

و من الطريف أن ابراهيم بن محمد بن طلحة مساعد عبدالله بن يزيد عامل ابن الزبير علي الكوفة، كسر علي ابن الزبير الخراج عنه خروجه من الكوفة، و عندما هدده ابن الزبير قال: انما كانت فتنة، فكف عنه و لم يطالبه بالأموال التي سرقها.


پاورقي

[1] المصدر السابق 433 / 3.