تكاتف القتلة في الآراء و المواقف
و ربما عاب كثيرون علي المختار اندفاعه للأخذ بالثأر و الكيفية التي قام بها بعد ذلك، ان أن هؤلاء رأوا أن قتلة الحسين و أصحابه عليهم السلام انما نفذوا أمرا واجبا كان من المفروض عليهم تفيذه استجابة لرغبة (ولي أمرهم) و (خليفتهم) الواجب عليهم طاعته... و انهم كانوا بذلك يتقربون الي الله بهذه الطاعة العمياء التي روج لها فقهاء الدولة و قصاصوها و محدثوها و مؤولوا الكتاب و قادتها و وجهاؤها و دعوا الناس الي التمسك بطاعة (الخليفة) لضمان رضا الله، دون النظر الي كون الخليفة فاسقا أو زنديقا أو منحرفا أو شاذا، فهذا لا يطعن في سلامة حكمه و ولايته كما رأينا فيما مر بنا في غضون هذا الكتاب.
و لذا فانهم عدوا المختار متجاوزا و معتديا علي هؤلاء الذين أطاعوا امامهم، و انه قام بقتلهم دون ذنب جنود سوي تلك الطاعة للحفاظ علي الجماعة.!
و قد رأينا كيف عبر أحد هؤلاء الذين شاركوا بقتل الحسين عن ذلك بعد فترة طويلة من المجزرة، معتبرا قيامه بتنفيذ أوامر يزيد و فاء منه لسيده المفروضة عليه طاعته و طلب من الله أن يثيبه علي ذلك الوفاء قائلا: (يا رب انا قد وفينا، فلا تجعلنا يا
رب كمن عذر) [1] و قال لمن عاتبه عن فعلته الشريرة.. (اني لم أكسب لنفسي شرا و لكني كسبت لها خيرا) [2] .
پاورقي
[1] الطبري 323 / 3.
[2] الطبري 323 / 3.