بازگشت

توقعات مدروسة


و عندما عاد بقية أصحاب سليمان بن صرد من التوابين الي الكوفة بعد أن استشهد بقية أصحابهم في عين الوردة، كان المختار لا يزال في السجن.

و ربما حسب المختار المدة الزمنية التي كان يقتضيها وصول سليمان و أصحابه لموقع النزال المحتمل و المدة التي يستغرقها و وصول من يتبقي منهم الي الكوفة؛ و علي ذلك الأساس صرح في السجن [1] . (عدوا لغازيكم هذا أكثر من عشر، و دون


الشهر، ثم يجيئك نبأ هر، من طعن نتر، و ضرب هبر، و قتل جم و أمر رجم. فمن لها؟ أنا لها. لا تكذبن، أنا لها) [2] .

لم تكن توقعات المختار هذه تحتاج الي براعة فائقة. و انما كانت توقعات محسوبة، فالذين ذهبوا من أهل الكوفة بقيادة سليمان لابد أن يواجهوا جيش الأمويين، و لابد أن تحصل مواجهة عنيفة يقتل فيها العديدون من الطرفين. أما بطل المواجهة المقبل الذي سينتصر علي عدوه، فهو هو المختار الذي عزم علي ذلك و أعد له نفسه منذ الآن.


پاورقي

[1] نحن نفترض هنا صحة الأقوال المنسوبة للمختار و نناقشها علي هذا الأساس، و هي الأقوال التي أريد به توجيه الطعون اليه و اتهامه بالسحر و ادعاء النبوة، مع انها أقوال عادية صيغت بأسلوب خطابي مسجوع أريد به التأثير علي السامعين.

[2] الطبري 421 - 420 / 3.