بازگشت

و شوا به أدخلوه السجن خوفا منه


و قد أحاط عامل ابن الزبير و أعوانه بالمختار و أدخلوه السجن؛ و قد أبدي المختار أنفة و اباء عند اعتقاله و مكوثه في السجن، حيث كان يؤكد عزمه و اصراره علي الأخذ بثأر الحسين عليه السلام، و قد أخذ عليه بعض المؤرخين كلماته المسجوعة


التي قالها في السجن و التي كانت تبدوا أمامهم لغزا، اذ كيف له بالتيقن من قتل قتلة الحسين، الأمر الذي تم فعلا بعد ذلك، و قد نسبوا اليه الشعوذة و الدجل، و لم يأخذوا بعين الاعتبار اليقين الذي رسخ في نفسه، في غمرة حبه و انحيازه لأهل البيت عليهم السلام، و علي أنه قادر فعلا علي انجاز ما وعدد به لوضوح قضية الحسين، و للشكل العدواني الذي تم به قتله و قتل أصحابه عليه السلام في فاجعة كربلاء، و رأي البعض في كلماته نوعا من سجع الكهنة و العرافين و المتبنين [1] ، مع أن طريقته تلك ربما كان قد عمد اليها ليؤكد يقينه في عدالة القضية التي حملها، و عزمه علي انجازها. و لعله كان يريد بذلك ايجاد نوع من الخطاب المؤثر علي الناس في مواجهة الأساليب الدعائية و الاعلامية التي عمدت اليها الدولة كالقصص و اختراع الحديث و الأكاذيب. و ربما أراد لخطابه أن يكون غير تقليدي و غير مألوف لبث الثقة في نفوس عامة الناس و منهم الذين اعتادا أن ينساقوا وراء كبرائهم و أشرافهم و متنفذيهم دون وعي أو ارادة، و قد نجح بأسلوبه هذا الي حد بعيد في استمالة الناس و بث الثقة في نفوسهم، خصوصا و ان المعروف عنه أنه من المقربين من محمد بن الحنفية.


پاورقي

[1] مع ان بعض أعدائه ربما وضعوا علي لسانه بعض تلک الأقاويل التي نسبت اليه و الغرض من ذلک واضح، کما هو معلوم.