بازگشت

قتلة الحسين أدركوا دوافع المختار


و قد أدرك هؤلاء، عندما بقي المختار في الكوفة و لم يذهب مع سليمان، أنهم كانوا مستهدفين بالدرجة الأولي و انهم بمواجهة خطر حقيقي سيؤدي الي ابادتهم و القضاء عليهم و انهم أمام عدو حاذق يعرف كيف يتصرف و كيف يوجه الضربات المميتة.

و اذ أن المختار كان في المراحل الأولي من العمل، و لم يستسن له الوقت الكافي لجمع أنصاره و أعوانه، ذهب قسم من قتلة الحسين و منهم عمر بن سعد و شبث بن ربعي و يزيد بن الحارث من دويم لعبد الله بن يزيد، عامل ابن الزبير علي الكوفة و مساعده ابراهيم بن محمد بن طلحة لتحريضهما علي المختار باعتبار أنه أشد عليهم من سليمان الذي خرج لقتال عدوهم المشترك و اضعافه، و انه يريد أن يثب عليه و اقترحوا عليهما و ضعه في السجن حتي تستتب الأمور لصالح ابن الزبير.

و هنا نلاحظ الانتقال المافجي ء من ولاء الدولة الأموية الي ولاء الدولة الزبيرية، فلم يكن يهم هؤلاء شخصية الحاكم بقدر ما كانت تهمهم سلامتهم و مصالحهم الشخصية، و هو أمر نراه يتكرر لدي أعون الظلمة من الانتهازيين و النفعيين الذي لا يحملون قيما حقيقية يدافعون عنها.