بازگشت

لابد من الاستعداد قبل المواجهة


و يبدو أن عبدالله بن يزيد قد راقت له فكرة تصدي سليمان بن صرد و أصحابه لابن يزيد للأسباب التي ذكرناها من قبل، و قد خرج سليمان و أصحابه ظاهرين


ينشرون السلاح و واجهوا جيش ابن زياد تلك المواجهة الباسلة التي انتهت باستشهاد معظمهم، و عودة أعداد قليلة منهم الي الكوفة انضموا للمختار فيما بعد.

و من خلال تصريحات المختار في رحلة العودة الي الكوفة نجد تصميما علي مواجهة قتلة الحسين و الستئصالهم، رغم بعض (التحذيرات و النصائح) التي تلقاها و التي دعته الي عدم تعكير الجو الهادي ء، الذي لم يكن هادئا الا في الظاهر و لبعض الوقت.

قال ملحا الي مهمته مع أهل الكوفة: (... أنا أجمعهم علي مر الحق، و أنفي بهم ركبان الباطل، و أقتل بهم كل جبار عنيد، اني لا أدعو الي الفتنة، و انما أدعو الي الهدي و الجماعة.

أنا الذي أحسن رعايتها، و أبلغ نهايتها.

ابشروا بالنصر و الفلج، أتاكم ما تحبون.

بلغ أهل مسجدكم هذا عني أنهم قوم أخذ الله ميثاقهم علي طاعته، يقتلون المحلين و يطلبون بدماء أولاد النبيين، و يهديهم للنور المبين.

اني قد أتيتكم بكل ما تحبون، ابشروا اني قد قدمت عليكم بما يسركم...) [1] .

و كان خلال مسيره يدعوا الناس لنصرته، و حال وصوله الي داره في الكوفة، أخذت الناس تختلف اليه؛ و قد صرح أمامهم بأن محمد بن علي (ابن الحنفية) بعثه اليهم أمينا و وزيرا و منتخبا و أميرا و أمره بقتال الملحدين، و الطلب بدماء أهل بيته و الدفع عن الضعفاء [2] و قد بايعه العديدون في اليوم الأول الذي وصل فيه الكوفة...


پاورقي

[1] المصدر السابق.

[2] المصدر السابق 406 - 405 / 3.