ابن الزبير: شعارات أموية المضمون عثمانية الهوي
و كان تخلي ابن الزبير السريع عن شعاراته السابقة للمطالبة بدماء الحسين عليه السلام و أهل المدينة و رفعه شعارات جديدة، أموية المضمون، عثمانية اللباس و الهوي، قد جعل الناس تدرك - و ربما كان المختار أحدهم - ان هناك نية مصممة علي العودة الي نهج الانحراف الأول الذي بدأ في عهد عثمان بشكل واضح و وضع معاوية له قواعد و أسس و مناهج. و ان الشي ء الوحيد الذي كان يستهويه هو الرئاسة و طلب الملك، اذ (كان عبدالله بن الزبير قبل موت يزيد يدعو الناس الي طلب ثأر الحسين و أصحابه و يغريهم بيزيد، و يوثبهم عليه، فلما مات يزيد أعرض عن ذلك القول، و بان أنه يطلب الملك لنفسه لا للثأر.
و ذكر المدائني عن رجاله ان المختار لما قدم علي عبدالله بن الزبير لم ير عنده ما يريد فقال:
ذو مخاريق و ذو مندوحة
و ركابي حيث و جهت ذلل
لا تبيتن منزلا تكرهه
و اذا ذلت بك النعل فذل
فخرج المختار من مكة متوجها الي الكوفة...) [1] .
و قد رأينا عند الحديث عن سيرة ابن الزبير، كيف أنه حاول رفع قضية استشهاد الحسين عليه السلام و استغلالها أمام جمهور المسلمين في مكة.
پاورقي
[1] المجلسي 155 / 45.