بازگشت

اراد أن يستفيد من حرص ابن الزبير علي السلطة و منافسته للأمويين


ربما كان المختار يتمني أن يطيعه ابن الزبير و يقبل بمشورته للقضاء علي الدولة الأموية التي كان يحقد عليها حقدا شديدا، غير أنه كان عالما بطبيعة ابن الزبير و كرهه لأهل البيت، و يعلم أنه سيدعو لنفسه. و اذ أنه يعلم من هو و ما هي مؤهلاته و أنه لا يتفوق عليه شخصيا، صرح أمام محدثه بأنه ليس دون أحد من العرب كابن الزبير و غيره، بل ربما كان أفضل منهم، و مادام أهل البيت لا يدعون لأنفسهم صراحة و لم يعلنوا عن عزمهم للمطالبة بدم الحسين عليه السلام. فأي خطأ يرتكبه من يدعو اليهم و يطالب بثأرهم مادام يواجه قيادات و دول ظلم غير شرعية.؟

ان الخطأ الوحيد الذي ارتكبه المختار بنظر البعض هو استقلاليته و عدم تبنيه لاحدي الخطوط الرئيسية التي كانت تظهر في الساحة سوي ما أعلنه من حب و ولاء لأهل البيت و استعداد للأخذ بثأرهم. و اذ أنه نجح في تحقيق مسعاه و وقف وقفة حماسة بوجه الزبيريين و الأمويين و أذل كبرياء قادتهما، فان حملة مسعورة من الشتائم و الهياج و الأكاذيب المفضوحة قد أثيرت ضده و ملأت كتب التاريخ المأجورة و المكتوبة في ظل حكام الظلم المعادين لأهل البيت و الذين أقاموا دعائم حكمهم علي أسس مشابهة لتلك التي أقامها معاوية من قبل