بازگشت

المختار فاق منافسيه


كان المختار يري أنه لا يقل أهمية عن الذين أخذوا يمدون أعناقهم لنيل الحكم أمثال ابن الزبير، و في ذلك الجو العاصف المضطرب الذي صعد فيه يزيد الي سدة حكم جميع السملمين و أصبح فيه أمثال ابن زياد قادة و أمراء، و أبعدت القيادة الحقيقية عن الحكم، بل و تصدت دولة الظلم الأموية للحسين عليه السلام بالسيف، و أبدت استعدادها للقيام بمزيد من حمامات الدم ضد كل منافس أو عدو محتمل، كانت مهمة الحفاظ علي الامام و القائد الحقيقي و أتباعه و شيعته تبدو مهمة أساسية علي غاية من الأهمية. و لم يكن بامكان الامام الاتصال بكل ثائر علي دولة الظلم و كل منكر لسياساتها و أعمالها و ممارساتها غير المشروعة، و كان ينبغي التعامل بحذر مع كل من يريد الاطاحة بتلك الدولة، و كان لابد من وجود حلقة مقربة من الامام، تبدو في الظاهر و كأنها تتصرف بدافع من أرادتها المستقلة عن الامام مع أنها في واقع الحال ترتبط به ارتباطا صميميا، لتتعامل و بحذر أيضا مع أعداء تلك الدولة و أعداء الدولة الأخري - الزبيرية - التي بدأت تظهر و تمتد بعد هلاك يزيد.