بازگشت

قدوم المختار الي الكوفة و نزول مسلم بن عقيل في بيته


قدم المختار الكوفة، و قد كان بها في السابق لأن له دارا فيها نزلها مسلم بن


عقيل عندما قدم الكوفة داعيا للحسين عليه السلام [1] ، و لم يكن معقولا أن ينزل مسلم دارالمختار دون أن يدعوه هذا أو يكون موجودا معه. و لا بد أن المختار كان داعية نشيطا من دعاة آل البيت عليهم السلام حتي يختار مسلم النزول في داره، قبل أن ينتقل الي دار هاني ء بن عروة عندما انكشف أمر وجوده في هذه الدار، و قد أقبلت الناس تختلف اليه فيها.

و لعل خبر وجود مسلم في بيت المختار قد طرق أسماع ابن زياد، فجعل ذلك المختار يختفي عن الأنظار لحين اعلان الثورة و اكمال الاستعدادات لها. و اذ أن مسلم اضطر للخروج قبل الوقت المحدد لمحاصرة قصر ابن زياد الذي احتجز هاني ء بن عروة، فان الأحداث تسارعت بشكل غير طبيعي، دون اكمل تلك الاستعدادات و دون اعلام كل من بايع مسلم ليلتحق بالثوار الذين حاصروا القصر ثم سرعان ما تفوقوا بعد أن قام الأشراف و رؤساء الأرباع و القبائل بتخذيلهم و بث المخاوف في نفوسهم من السلطة الأموية الغاشمة و جيشها القادم من الشام كما زعموا، (...خرج ابن عقيل يوم خرج و المختار في قربة له بخطر نية تدعي لقفا، خجاءه خبر ابن عقيل عند اظهر أنه قد ظهر بالكوفة، فلم يكن خروجه حين خرج علي ميعاد من أصحابه، انما خرج حين قيل له: ان هاني ء بن عروة المرادي قد ضرب و حبس. فأقبل المختار في موال له حتي انتهي الي باب الفيل بعد الغروب، و قد عقد عبيدالله بن زياد لعمرو بن حريث راية علي جميع الناس، و أمره أن يعقد لهم في المسجد.

فلما كان المختار وقف علي باب الفيل مر به هاني ء بن أبي حية الوادعي، فقال للمختار: و ما وقوفك هاهنا، لا أنت مع الناس و لا أنت في رحلك. قال: أصبح رأيي مرتجا لعظم خطيئتكم. فقال له: أظنك و الله قاتلا نفسك...) [2] .


پاورقي

[1] (عندما بعث الحسين مسلم بن عقيل الي الکوفة، نزل دار المختار. فبايعه المختار بن أبي‏عبيد فيمن بايعه من أهل الکوفة، و ناصحه، و دعا اليه من أطاعه..) الطبري 400 / 3.

[2] الطبري 400 / 3 و ابن‏الأثير 493 - 492 / 3.