بازگشت

استقامة و ثبات علي الحق


انه - حتي قبل أن يشتهر بمكة أو الكوفة بعد ذلك - لم يعرف عنه الا اصراره علي الاستقامة و الثبات علي الحق، و له موفق مشهود رفض فيه الانصياع لأوامر زياد بن أبية للشهادة زورا علي حجر بن عدي، مع أن سبعين رجلا من وجهاء الكوفة و أشرافها فعلوا ذلك و شهدوا (ان حجر بن عدي خلع الطاعة، و فارق الجماعة، و لعن الخليفة، و دعا الي الحرب و الفتنة، و جمع اليه الجموع يدعوهم الي نكث البيعة و خلع أميرالمؤمنين معاوية، و كفر با لله عزوجل كفرة صلحاء) [1] . و هو الأمر الذي لم يقتنع به حتي معاوية نفسه، و قد ندم علي قتله حجر ندما كبيرا حتي في لحظات نزعه و صراعه مع الموت، و لو كان متيقنا من شهادات أولئك الشهود لما ندم ذلك الندم الكبير.

فقد دعا زياد (المختار بن أبي عبيد و عروة بن المغيرة بن شعبة، ليشهدا عليه، فراغا...) [2] . و لو أن المختار كان ممن ينتهز الفرص لكان قد استجاب لزياد متقربا اليه... لكنه لم يفعل ذلك رغم زياد و قسوته.


پاورقي

[1] الطبري 226 / 3.

[2] الطبري 226 / 3.