بازگشت

هل كان ساذجا للدرجة التي يدعي فيها النبوة أكاذيب و مزاعم


و قد استطاع أعداء المختار استغلال ذلك لعرضه و كأنه يعمل كمفردة دون رضي زين العابدين عليه السلام أو محمد بن الحنفية علي الأقل... و انه كان يستغل الأمر في النهاية لاعلان نبوته [1] ... و لا نعتقد أن أحدا كان سيتبعه لو فعل ذلك، و لا نعتقد


أنه كان من البلاهة و قصر النظر، و هو يعيش في مجتمع الكوفة الذي يتمتع بقدر لا بأس به من الوعي و المعرفة و الذي يميل ميلا واضحا لآل البيت عليه السلام، أن يعلن نبوته كما أن مجمل سيرته منذ مطلع حياته و انحداره من عائلة مجاهدة، استشهد منها أبوه. ؤخوه، و استماتته في الدفاع عن الكعبة في الحصار الأول، و تأييده لمسلم بن عقيل وو الامام الحسين عليه السلام و وقوفه بحزم ضد أنصار الدولتين الزبيرية و المروانية، و قتله قتلة الحسين و صدقه في القتال رغم قلة أنصاره فيذ النهاية و طوافه حول البيت و حسن صلاته المشهود بها من قبل من عرفوه، يجعل من يقول بنبوته المزعومة مجرد مدع أخرق تكذب ادعاءه كل ما عرف من سيرة المختار و هي سيرة الجديرة أن ينتبه اليها جيدا و تدرس بدقة و وعي.

و جدير بنا - و نحن نستعرض حركته هنا - أن نشير الي بعض جوانب حياته، و نلقي الضوء علي ما قام به في الكوفة و مكة قبل ذلك...


پاورقي

[1] في معرض الطعن بأهل الکوفة، ذکر انه (ادعي النبوة منهم غير واحد، منهم المختار بن أبي‏عبيد. و کتب المختار الي الأحنف، بلغني انکم تکذبونني و تکذبون رسلي. و قد کذبت الأنبياء من قبلي، و لست بخير من کثر منهم) العقد الفريد 277 / 7.

و عن أبي‏بکر بن أبي‏شيبة قال: (... و لم يکن صادق النيه، و لا صحيح المذهب، و انما أراد أن يستأصل الناس، فلما أدرک بغيته أظهر للناس قبح نيته، فادعي أن جبريل ينزل عليه و يأتيه بالوحي من الله، و کتب الي أهل البصرة: بلغني أنکم تکذبونني و تکذبون رسلي، و قد کذبت الأنبياء من قبلي، و لست بخير من کثير منهم، فلما انتشر ذلک عنه، کتب أهل الکوفة الي ابن‏ الزبير، و هو بالبصرة فخرج اليه، و بزر اليه المختار فاسلمه ابراهيم بن الأثير و وجوه أهل الکوفة، فقتله معصب و قتل أصحابه) العقد الفريد 154 - 163 / 5 و هي مغالطات تاريخية مفضوحة، اذ لم يتصد لم من أهل الکوفة الا أنصار الأمويين و الزبيريين و من شارکوا بقتل الحسين من اشرافها و زعمائها و لم يفعلوا ذلک لانه ادعي النبوة، و انما بسبب الشعارات التي دفعها و بسبب اعلانه الحرب عليهم و مجابهتهم، و قد روي أبوبکر بن أبي‏شيبة انه قيل لعبدالله بن عمر: (ان المختار ليزعم أنه يوحي اليه. قال: صدق الشياطين بوحون الي أوليائهم) نفس المصدر ص 154 و ابن‏عمر بن أعرف الناس بالمختار و هو صهره و قد توسط لدي يزيد مره ولد عامل ابن‏ الزبير ثانية لاخراجه من سجونهم. و لا شک ان هذا القول موضوع علي لسان ابن‏عمر بعد ان توفي. و يبدو ان ابن‏أبي‏شيبة کان من الحاقدين علي المختار فوضع هذه المزاعم مستغلا مسجع المختار، و هو لون من ألوان الخطابة، أراد به التأثير علي الناس لا غير و ليس فيه سحرا و ادعاء بنوه.