بازگشت

اذل الأمويين و الزبيريين فحاولوا تشويه سمعته


و قد استهدف بحملة اعلامية شنها عليه الطرفان المتنافسان، آل مروان و آل الزبير و قذف بشتي الاتهامات التي انطلت علي العديد من المسلمين الي يومنا هذا، حتي الذين يوالون آل البيت عليهم السلام [1] . و اذا ما علمنا أن من شن حربا اعلامية علي المختار لم يكن يمثل القيادة الشرعية للمسلمين، انه كان مجرد طالب للحكم و السلطة، أصبح من حقنا أن نتأمل قليلا و نتدبر أمر الاتهامات التي قذف بها، فهل ان من قذفوه بها كانوا خلوا منها؟

ان جمهور المسلمين يشكون في صحة توجهات ابن الزبير و صدق نواياه، كما أنهم اعتبروا مروان باغيا عليه، مادام ذلك قد طلب المبايعة لنفسه قبله، فكيف يقبلون تخرصاتهما بشأن المختار...

كانت فترة عاصفة لم يجد فيها المسلمون قيادة حقيقية تمثلهم غير تلك التي أجبرت علي الانزواء و الابتعاد عن مركز الحلم، و هي قيادة أهل البيت المتمثلة في الامام زين العابدين عليه السلام... و قد اشترك طرفا الصراع باعلان كراهيتهما و رفضهما لهذه القيادة، التي لو كانت قد طالبت بحقها في الحكم و ادارة شؤون المسلمين، لكانت قد تعرضت للاستئصال النهائي دون أن يعترض أحد هذه المرة، و لكان ذلك منها مجازفة حقيقية شبيهة بالانتحار غير المبرر.


و قد رأينا كيف أعلن الانحراف عن نفسه بشكل مكشوف اثر فاجعة الطف، و كيف بدت دولة الظلم مزدهرة قوية في الظاهر و كيف تمادت في جرائمها الي حد استباحة أقدس مدينة عرفها المسلمون و أشرف بقعة خصها الله بالكرامة و المجد...


پاورقي

[1] يقول العلامة المجلسي بعد أن استعرض جملة من أخبار المختار (.. بأنه و ان لم يکن کاملا في الايمان و اليقين، و لا مأذونا فيما فعله صريحا من أئمة الدين، لکن لما جري علي يديه الخيرات الکثيرة، و شفي بها صدور قوم مؤمنين کانت عاقبة أمره آئلة الي النجاة، فدخل بذلک تحت قوله سبحانه: (و ءاخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صلحا و ءاخر سيئا عسي الله أن يتوب عليهم) التوبه 102. و انا في شأنه من المتوقفين. و ان کان الأشهر بين أصحابنا انه من المشکورين) و لعل الأخبار الکثيرة التي نقلها عنه في في موسوعته البحار قد جعلته يتوقف بشأن ابداء رأي صريح فيه. خصوصا و ان بعض الأقوال الواردة فيها منسوبة الي بعض أئمة أهل البيت عليهم‏السلام بحارالأنوار 339 / 45.