بازگشت

الانسحاب للم الشمل ثانية


و كانت شجاعتهم قد لفتت اليها أنظار أعدائهم الشاميين الذي أعجبوا بها ايما اعجاب، حتي انهم أعطوهم الآمال و أسفوا أن يقتلوا و هم علي ما هم عليه من شجاعة و بأس. و قد انسحبوا عند حلول الظلام حاملين جرحاهم و مضوا لا يمرون بمعبر الا قطعوه، و خلفوا وراءهم سبعين فارسا يسترون الناس.

و في قرثيسيا بعث اليهم زفر من الطعام و العلف مثل ما كان بعث اليهم في المرة الأولي و أرسل اليهم الأطباء، فاقوا عنده ثلاثا، ثم زود كل امري ء منهم ما أحب من الطعام و العلف.


و قد عاد سعد بن حذيفة بن اليمان بعد أن وصله خبر أصحابه و التقي بالمثني بن مخربة فأخبره بخبرهم؛ و قد استقبلا رفاعة و أصحابه العائدين من الحرب (فسلم الناس بعضهم علي بعض، و بكي بعضهم الي بعض، و تناعوا اخوانهم) [1] ثم انصرفوا الي مدنهم، أهل المدائن الي المدائن، و أهل البصرة الي البصرة، و أهل الكوفة الي الكوفة [2] .

و لم تكن عودتهم دون فائدة فيما بعد؛ و لم يكن استبسالهم غير ذي جدوي... فقد برهنوا أنهم قادرين علي التصدي للقوات الأموية الكبيرة، و قادرين علي التغلب عليها لو أن كل الذين بايعوا سليمان قد ساروا معهم.


پاورقي

[1] المصدر السابق / 420 / 3 و ابن‏الأثير 9 / 4.

[2] المصدران السابقان و مروج الذهب 114 / 3.