بازگشت

الشهادة أولا، لا قيمة للسلامة


و قد عرض عليهم زفر بن الحارث الكلابي أمير قرقيسيا الذي تحصن منهم في البداية و لم يخرج اليهم لأنه لم يكن يعلم بحقيقة نواياهم و دوافعهم للخروج، بعد أن علم أنهم كانوا يريدون قتال ابن زياد و جيش الشام أن يقيموا في مدينته أو علي بابها فيقاتلوا العدو سوية اذا ما قصدهم، و عندما رفضوا عرضه، عرض عليهم خطة حربية يستطيعون بها جعل زمان الموقف في أيديهم في البداية، و قد أخذوا بها عند وصولهم عين الوردة قبيل وصول جيش الشام بخمسة أيام.

و قبيل وصول جيش الشام بيوم و ليلة ألقي سليمان خطبة مؤثرة دعاهم فيها الي


الصبر و أوصاهم فيها بمثل ما كان يوصي به رسول صلي الله عليه و آله و سلم و أميرالمؤمنين عليه السلام أصحابهما في مثل تلك المواقف، لا يقتلوا و لا يجهزوا علي جري و لا يقتلوا أسيرا، و أوصي بمن يكون عليهم بعده اذا ما قتل، ثم من تجده اذا قتل ذاك و من بعده.

و بعث المسيب بن نجبة في أربعمائة فارس للقيام بغارة مفاجئة علي طلائع العدو و كانت بقيادة ابن ذي الكلاع، و قد حملوا عليهم و هزموهم و أصابوا منهم رجالا و جرحوا فيهم فأكثروا الجراح، و أصابوا لهم دواب و أخرجوهم عن معسكرهم و أخذوا منه ما خف عليهم.

و قد أسرع ابن زياد، عندما بلغته هزيمة أصحابه بتسريح الحصين بن نمير اليهم في اثني عشر ألفا، فعبأ سليمان جنود لمواجهتهم.