بازگشت

الي العدو في عقر داره


ثم ساروا نحو الشام، و في القيادة و صلهم رسول ابن يزيد، عامل ابن الزبير علي الكوفة يدعوهم للرجوع، اذ أنهم بعددهم القليل لن يستطيعوا التغلب علي


الجيش الأموي، و اذا ما أصيبوا فان ذلك الجيش سيطمع بالكوفة نفسها و سيستهدفها يعدوانه و أذاه؛ و أعرب عن استعداده للوقوف معهم اذا ما رجعوا لتجتمع كلمتهم و أيديهم علي عدوهم.

و يبدو أن مخاوف ابن زياد لم تكن علي الثوار بقدر ما كانت علي سلطان و أعوان الدولة الزبيرية، في الكوفة، و قد أدرك سليمان و أصحابه ذلك، و قد علموا أنهم يختلفون عن الزبيريين اختلافهم عن الأمويين، و ان هولاء لو ظهروا لدعوهم الي القتال مع ابن الزبير و التخلي عن آل البيت، و هو ما كانوا يرونه ضلالا، لأن لهم شكلا و لابن الزبير شكل، علي حد تعبير سليمان [1] ، الذي رفض عرض عامل الكوفة ورد عليه برسالة دقيقة الا أنها حازمة أنبأه فيها أنهم قد توجهوا الي الله و توكلوا عليه و رضوا بما قضي.

و قد توقع ابن يزيد قتلهم بعد أن تشتد شوكتهم و ينالوا من عدوهم، و قد صحت توقعاته تماما.


پاورقي

[1] قال سليمان لأصحابه مبديا رأيه برسالة ابن‏يزيد: (... و الله انکم لم تکونوا قط أقرب من احدي الحسينيين منکم يومکم هذا، الشهادة و الفتح، و لا أري أن تنصرفوا عما جمعکم الله عليه من الحق، و أردتم من الفضل، انا و هؤلاء مختلفون. ان هؤلاء لو ظهروا دعونا الي الجهاد مع ابن‏ الزبير، و لا أري الجهاد مع ابن‏ الزبير الا ضلالا، و أنا ان نحن ظهرنا رددنا هذا الأمر الي أهله، و ان أصبنا فعلي نياتنا تائبين من ذنوبنا...) الطبري 413 - 412 / 3 و يبدو من حديث سليمان بن صرد هذا ان غرضهم لم يکن الثأر للحسين و أصحابه و حسب و انما اعادة الأمر الي أهله، رأي أهل البيت عليهم‏السلام.